ستّون ترســـــمُ بالدمــــاء نضـــالها
مُذْ أعشبَ الولهُ الجــــــريء وقالها
ستّونَ ثائـــــــرةُ السنـــــــين تلألأتْ
بالمجْدِ توقظُ كالـــــــرمـــاحِ نصالَها
هذي الجزائرُ للوُجـــودِ قصــــــــيدةٌ
والحبـــــــــرُ ثورتُـــها تخُطّ جمالَها
أبياتُها لُغةُ بانسكـــــــــابِ هُيامِــها
واهتزّ يقرأ للخُطــــــــــوبِ رجالَها
يتلو من المـــــــــلاحــــــمِ حيْــثما
دوّى الفداء بكى الثـــــــرى وأسالَها
مُفدي توضّأ اللهـــــــــــبِ المُقدّسِ آيــــةً
تحكي انبــــــــــــلاجَ دمٍ ليُبهجَ حالَها
كمْ من رصاصةِ ثائـــــرٍ صدحتْ بهِ
والموتُ تُطلـــــــقُ في العُداةِ حبالَها
كيْ يشنقَ الشرفُ المضيء ظلامَهمْ
أوْ تجلِدَ الشُّهُبُ العِظـــــــامُ ظلالها
أوْ يصفدَ الحلُــــمُ المتيّــــــــمُ دمعةً
عنْ شامخٍ نحَــــــرَ الهمومَ.. أزالَها
أوْ يسْحبَ القمَرُ الشهــــيدُ مواجِعاً
كيما يهُدّ ببسمتيـــــــــنِ جبـــــالَها
ما ذاقَ ناصيــــــــــــــةً جحيمُ مذلّةٍ
والزندُ يكتُـــــــــــــبُ للبلادِ جلالَها
فالحالكاتُ وإنْ تســـــــرْمدَ ضيْمُها
لمْ يسْأمِ الوهــــــــــــجُ الشقيُّ قتالَها
والمجْدُ مُذْ عزفـــــــتْ بنادقُهُ العُلا
يُصغي لنجمتِهِ.. يسُــــــــــلُّ هلالَها
ما أثمرتْ شفـــــــــةُ السلاحِ حقيقةً
إلاّ وأذْبلــــــــــــــتِ الطّغاةَ خلالَها
الأرضُ منْ حمـــــــمِ الدماء توقّدتْ
تُصلي مُفرْنسَةَ الشــــــــرورِ وبَالَها
تزهو ملاحمُـــــــــــــها الشذيّةُ كلّما
أوحى التوحُّــــــــــــدُ بابتسامتها لَها
تذوي الغياهبُ في تـــــرابِ لُحونها
والنصرُ يُشـــــــرِقُ نغمتيْنِ فخالَها
تلك البلاد تنـــــــــــــامُ بسْملةً على
كفّ البطولةِ تستضـــــــــيءُ بِلالَها
ها أذّنَ الولهُ الشفـــــيفُ أنِ اشْهدوا
خرّ الردى ثمِـــــــلاً وباسَ نِعالَها
إنْ تسألِ الظلماتُ عنْ وهَجِ اسْمِها
تبْزغْ مفاخرُها وتمْـــــــحُ سؤالَها
حرّيّةٌ ولجتْ رئاتِ جهـــــــــادِها
حتّى إذا شهقَ الزمــــــانُ أطالَها
الشاعر: بغداد سايح/ مغنية – تلمسان