الجزائر- تطرقت الندوة الصحفية التي نشطتها جمعيتان معنيتان بأولياء التلاميذ، الأحد، بمنتدى المجاهد، للتداعيات السلبية لإضراب كنابست الذي فاق الشهرين، والذي لم تلتئم جروحه بولايات البليدة وبجاية وتيزي وزو
بعد، رغم وقفه أو تجميده -بحسب تصريحات قياديين من نقابة كنابست-، ما قد يهدد بتأجيل مواعيد الامتحانات الرسمية في حال لم تستكمل الدروس، أو لم يتم اعتماد عتبة لها.
ونقلت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، والفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، التخوف الكبير للتلاميذ وأوليائهم من عودة الأساتذة للإضراب بقطاع التربية، ما قد يزيد الوضع بالمؤسسات التربوية تعقيدا على ما هو عليه، في حين اتفقت الجمعيتان على توجيه نداء للأساتذة من أجل التعقل والتفكير بمصلحة التلاميذ، وعدم المشاركة في إضراب التكتل النقابي المزمع في 4 أفريل القادم، على اعتبار أن تلاميذ الأطوار الدراسية الثلاثة قد تأخروا كثيرا في إكمال المقرر الدراسي، رافضين الاعتراف بفرض الظروف الحالية لخيار العتبة بقوة كحل لاستدراك تداعيات الاضراب، رغم إشارتهم بأن مضامين الامتحانات المدرسية لا يمكن أن تكون إلا وفق ما درسه التلاميذ في المؤسسات التربوية.
من جهتها، أبرزت رئيسة الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، جميلة خيار، بأن ولاية بجاية الأكثر تضررا من الإضراب الذي مس أيضا ولايتي تيزي وزو والبليدة، مضيفة بأنه تم استحداث لجان ولائية من قبل ممثلي أولياء التلاميذ، بغية متابعة استدراك الدروس الضائعة جراء هذا الإضراب بها، كاشفة في السياق ذاته عن وجود خلل في رجوع الأساتذة المفصولين إلى مناصب عملهم، والذين يقدر عددهم بـ 780 أستاذ، حيث أن فيدراليتها طلبت من وزارة التربية الوطنية تسريع عملية عودتهم إلى العمل.
وعادت المتحدث نفسه إلى الإضراب الأخير، مخاطبة الأساتذة ” أنتم لا تنتجون ولا يحق لكم القيام بإضراب مفتوح، بل أنتم تشرفون على تربية الأجيال وتعتبرون قدوة لهم، وأنا أتساءل عن المرجع القانوني الذي استندتم إليه في الإضراب الذي دام أكثر من شهرين”، مشيرة إلى وجود مديري مؤسسات بولاية بجاية شجعوا الإضراب وتواطأوا معه على حد تعبيرها، من خلال مشاركتهم فيه وحث أساتذة آخرين لم يضربوا على انتهاجه، لافتة إلى أن حصيلته ليست واضحة بفعل بعض المغالطات الموجودة في قائمة المضربين.
وفي ردها على إمكانية تغيير تواريخ الامتحانات الرسمية، أفاد المتحدثة نفسها بأنه تمت دراسة كل الاحتمالات الممكنة ومن كل الجوانب، مضيفة أنه سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب وبحسب المستجدات وعملية استكمال الدروس بالولايات الثلاث المعنية، والتي ستقيمها لجان ولائية تعمل حاليا بالميدان، مؤكدة أنها طالبت بالإبقاء على الأساتذة المستخلفين بالمؤسسات حتى بعد عودة الأساتذة المضربين إلى مناصبهم، وذلك حتى يضمنوا استكمال الدروس الضائعة في حال عودة نقابات التربية إلى الإضراب”.
ومن جانبه هون رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد من تأثير إضراب كنابست على سيرورة إتمام المقرر الدراسي للتلاميذ، معتبرا بأن ولاية بجاية فقط من لديها تأخر بـ 22 يوما، وبأن ولاية البليدة لا يوجد بها تأخير في التدريس بحسبه، مبررا ذلك بأن توظيف الأساتذة المستخلفين من مديرية التربية المحلية، قد مكن من تقديم المقرر الدراسي بشكل عادي للتلاميذ، مردفا بأن المقرر الدراسي كان من المزمع أن يتم في 12 أفريل القادم، بخصوص تلاميذ نهاية التعليم الثانوي والمتوسط، وإضراب كنابست لشهرين آخر الانتهاء منه فقط.
وعن سبل استدراك الدروس بالولايات المتأخرة بغية ضمان تمدرس متساو بين تلاميذ الوطن، أشار المصدر نفسه بأن التقليل من التمارين التطبيقية المرافقة للدروس، أو إجراء تمرين شامل لعدد من الدروس، هو خيار مطروح بقوة قد يكون وسيلة لاستدراك الدروس الضائعة، داعيا في الأخير إلى جعل قطاع التربية قطاعا سياديا كالدفاع الوطني والأمن والعدالة.