جمال الدين رفاس… “المرجان” باكورة إبداع جديد في أغنية الراي

جمال الدين رفاس… “المرجان” باكورة إبداع جديد في أغنية الراي

يبذل الفنان جمال الدين رفاس مجهودات تستحق الثناء من أجل جعل أغنية الراي تحلق في سماء الفن العالمي، سواء تعلق الأمر بالنصوص أو الموسيقى التي انخرط فيها مبدعون شباب، ويتعلق الأمر بكل من مهدي أسكور على الأركوديون، ويوسف بوكلة، عبقري الأوكسترا الوطنية لبارباس، على الباص، كادر دنادنية الذي يبهر مستمعيه لحظة العزف على القيثار، ومحمد مني ضابط الإيقاع وغيرهم.

وقد أخضع جمال الدين رفاس أغنية “جيتي ترونجي” إلى توزيعات جديدة وأسلوب متجدد في الغناء، فأصبحت مثل نشيد يمجد روح المبدع أحمد زرقي الذي رفع الراي العباسي عاليا. ولأجل ذلك مزج رفاس في موسيقاه نكهات متنوعة بين موسيقى الريغي والفولك والجاز، ليصنع عملا قابلا للانفتاح على الموسيقى الأخرى، محافظا على قدرة الالتحام بأذواق الشباب ويسافر بهم بكل سهولة.

إن تسجيل الراي كغناء شعبي جزائري على قائمة التراث اللامادي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، كان بمثابة إضافة إلى قائمة الممتلكات الثقافية الجزائرية المسجلة، وقد واصل جمال الدين رفاس بدوره الترويج لهذه الموسيقى عبر محافل عدة في الجزائر وخارجها، ومؤخرا في مهرجان الراي في وهران ومهرجان صيف الموسيقى في الجزائر العاصمة. ويظهر جليا الخيار الفني لرفاس بتركيزه على واحد من أبرز الوجوه الفنية لمدينة سيدي بلعباس ويسلط الأضواء عليه مجددا وعلى مساهمته في تثبيت أصول الراي الجزائري وازدهاره عبر أجيال متعاقبة.

ويغتنم رفاس حفلاته لاستخراج باقة من التسجيلات التي تركها زرقي، والتي كانت وراء شهرته ونجاحه الجماهيري في السبعينيات، وكذلك نفض الغبار عن بعض النصوص والألحان غير المنشورة منها “عندي محينة” و”دلالي ها دلالي” و “هكذا ديما يصرالي”. وبكثير من الانسجام والتناغم بين الآلات الموسيقية وبنبرة صوته، ينسجم أداء رفاس مع صوت الفنان الراحل الذي استطاع بفرادة فنه أن يلهم الكثير من الفرق الموسيقية منذ رحيله سنة 1983.

وتنوعت تجارب رفاس الفنية في كنف مدينته بين رقص فلكلوري وموسيقى، ليستقر به الحال لاحقا في شارع “سيدي براهيم بباريس”، الذي سيكون عنوانا رئيسيا في تقدم مشروعه الفني، فهناك سيجاور سفيان سعيدي الذي سيتعاون معه لإنجاز باكورة ألبوماته، “المرجان”.

ولا يخفي جمال رفاس تفاؤله بهذه “الديناميكية الجميلة التي تواكب أغنية الراي بصفتها مشروعا فنيا وليست مجرد ظاهرة اجتماعية”، ويعبر في أكثر من مناسبة عن أمنيته في رؤيتها “دائمة وذات نوعية”، وذلك بفضل دعم الحركة الفنية والجمعوية والمؤسسات الثقافية التي تفتح الأبواب لمثل هذه المشاريع.

ب\ص