يتواصل بمركز الفنون والثقافة بقصر “رياس البحر” وبالتنسيق مع الجمعية الثقافية للفن والتقاليد، معرض جماعي بعنوان “رؤى تشكيلية… ذبذبات متقاطعة” بمشاركة 38 فنانا من أجيال وتيارات فنية مختلفة، تعكس تجارب متنوّعة وتطرح قضايا إنسانية شتى بعضها مرتبط بالتراث والهوية في بعد جمالي خلاب وضمن حوار بصري مفتوح مباشرة مع الجمهور.
واجتمع المشاركون في بهو القصر (السقيفة)، حيث توزعت اللوحات عبر الغرف تحمل كل واحدة بصمة صاحبها.
وتحدثت الفنانة رقية مرغيش رئيسة جمعية “فنون وتقاليد” عن هذه الفعالية قائلة إنّها امتداد لذلك المعرض الجماعي الذي أقيم سنة 2015 للشباب المبدع تحت شعار “باب الفن”، وها هي الطبعة الثانية تتحقّق في هذا المعرض الذي اجتمع فيه الفنانون من أجيال مختلفة، مضيفة “استطعنا جمع الكثير من الفنانين منهم شباب الطبعة الأولى الذين أصبحوا اليوم محترفين، إضافة لفنانين آخرين مخضرمين وآخرين ممن لهم مشوار فني طويل وزاخر وشعارنا “ذبذبات متقاطعة”، علما أن الذبذبات تعني الحركة والحياة التي تدب في كامل اللوحات التي تبرز معالم جزائرية متعددة منها الطبيعة والتراث والعادات والتقاليد ومواضيع أخرى ذات صلة، والتقاطع يعني التلاقي في وجهات النظر وفي فرصة الاحتكاك بين الفنانين”.
وأشارت الفنانة رقية إلى أنها تشارك في المعرض بلوحتين إحداهما يغلب عليها اللون الأزرق تصور البحر في حالة هيجان وفوقه أسراب الطيور تتسابق للحصول على السمك الذي يطفو على السطح، وخصصت اللوحة الثانية “الطقطقة” للحرائق التي عرفتها منطقة القبائل صيفا وكيف التهمت النيران الأخضر واليابس، وكان كل شيء وكأنه يفرقع من شدة حرارة ألسنة اللهب، فالأرض تشققت بالخطوط العميقة البارزة في أسفل اللوحة وتموجات في الأعلى قالت إنها تدل على الناس الذين يطلبون النجدة، مؤكدة أنها فضلت استعمال الألوان الساخنة.
وأوضحت رقية أن لكل فنان مشارك لوحتين باستثناء الفنان شقران الذي شارك بخمس لوحات تكريما لمشواره الفني، معبرة عن سعادتها بهذا اللقاء بين أهل الفن التشكيلي.
بدوره علق الفنان سمير جامة عن مشاركته بلوحات خاصة بتقنية التصوير الفوتوغرافي على القماش قدم فيها بعضا من القطع التقليدية كالفخار والقصبة والحلي تارة بالألوان وأخرى بالأبيض والأسود مع الاشتغال على الظلال.
أما الفنان الدكتور قيطة منصف (أستاذ البيولوجيا بكلية الطب) فاختار لوحتين لمشاركته الأولى “الفراشة الزرقاء: مورفو” والثانية “تيفيناغ” معتمدا في الأخيرة مجموعة من الرموز والحروف، وقال إن ذلك صفحة منيرة من تاريخنا الوطني، مبينا أنه استعمل في اللوحة الثانية التراب الأحمر قرب منزله بمنطقة بوشاوي، مثمنا بالمناسبة هذا اللقاء الذي يجمع الأجيال منهم الشباب الذين يراه واعدا في أعماله.
ب\ص