قدم المسرح الجهوي قسنطينة، ضمن برنامج المنافسة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف في دورته الـ 17، مسرحية “الثائرون” التي تجسد قصة كفاح الثائر القبائلي “أرزقي
أوالبشير” في الفترة الممتدة من 1845 إلى فترة إعدامه سنة 1895، ونضاله ضد المستعمر الفرنسي في إحدى المداشر بمنطقة القبائل الكبرى، وتنطلق المسرحية بظهور شخصية الراوي لـ “محمد طاهر زاوي”، الذي قام بتهيئة المتفرج للدخول في أجواء المسرحية من خلال إلقاء شعري، فجر فيه الإمكانات النظمية للغة العامية، ثم تراجع كي تأخذ القصة مجراها.
جلال خشاب كاتب نص المسرحية تحدث في هذا الحوار عن الوسيلة التي انتهجها لإيصال الرسالة إلى الجمهور لا سيما أن الآخر يتعلق بحقيقة تاريخية.
جمعتم بين العديد من مستويات اللغة، العادية، الشعرية والشاعرية، كيف؟
الأمر يرتبط بالدرجة الأولى بالجمهور، والسؤال الذي دائما ما يطرح، بأية لغة، أبالفصحى أم باللغة التي تجمع بين الفصحى والعامية، أو مباشرة بالعامية، ونعود للموضوع بحد ذاته، فهو يحمل التاريخ والتراث في طياته، ما يدفعنا لمحاولة إيصاله بطرق مختلفة، ليس بالكلام والتلفظ فقط، إنما من خلال العلامات السينمائية الأخرى على غرار الديكور والسينوغرافيا.
لكن العمل يروي قصة تاريخية حقيقية؟
صحيح أننا نقدم عملا تاريخيا، لكنه ممزوج بالفنية، وهذه الفنية لا يجب أن تؤثر سلبا على الحقائق التاريخية، والعمل في مجمله حرص على أن تكون هناك عقدا صغيرة باستمرار إلى أن تتأزم الأحداث، ما بين انغلاق وانفتاح.
هل يلعب استثمار التراث مسرحيا، دورا في صناعة مسرح جزائري الهوية؟
عندما نقول تراث فإننا نقول هوية، وعندما نقول هوية فإننا نقول أصالة، نحن لا ندعو لتقديس هذا التراث، ولكن كيف نتعامل مع هذا التراث بوعي، كيف نجعل من التراث انفتاحات معينة، وفي المسرحية بعض المقولات الشعبية الجميلة، والمتلقي عندما يعجب بها، فإنه يحفظها ويمررها، والمتلقي لا يريد الأمرية، إنما يريد خطابا كفيلا بأن يتعامل معه.
ق\ث