جزائريون في المهجر يردون الجميل لوطنهم .. مبادرة we algerians ساعدت الجزائر في مجابهة الكورونا

جزائريون في المهجر يردون الجميل لوطنهم .. مبادرة we algerians ساعدت الجزائر في مجابهة الكورونا

بعد الجائحة التي حلت بالعالم، لجأت العديد من مخابر الدول المتقدمة للبحث عن اللقاح وفرق  لتطوير آليات الدفاع ضد هذا الوباء. وبالموازاة مع ذلك، سارعت الكفاءات الجزائرية بدورها في الداخل والخارج في عدة مجالات لإيجاد سبل وطرق التصدي لهذه الأزمة.

عززت الطاقم الطبي وأظهرت وطنية الجزائريين

أطلقت مبادرة we algerians مع بداية  ظهور أزمة كورونا في الجزائر، أين اجتمع حوالي 150 مختصا وباحثا في مجال الطب، الصيدلة والإعلام الآلي من أجل مساعدة الجزائر وخاصة السلك الطبي في ظل غياب الإمكانيات التي تمكنه من مواجهة جائحة بهذا الحجم، فكانت المبادرة خير داعم للقطاع الصحي في البلد، ناهيك عن كونها مبادرة إنسانية أكدت حب الجزائريين لبلدهم وعمق الحس الوطني لديهم.

منصور زرقون لـ “الموعد اليومي”: مبادرتنا غير ربحية ونتائجها ملموسة على أرض الواقع

قال المهندس منصور زرقون جزائري مقيم بفرنسا مختص في البرمجة المدمجة وخريج جامعة الجزائر والعضو المؤسس لهذه المبادرة في حديث مع “الموعد اليومي” إن فكرة مبادرة we algerians انطلقت تزامنا ودخول فيروس كورونا إلى الجزائر، أين رفعت النخبة الجزائرية في الخارج التحدي، وانطلقنا في عقد اللقاءات افتراضيا مع الأطباء الجزائريين في الداخل من أجل التحديد الدقيق للنقص الموجود في المعدات، تلتها حملة واسعة لجمع التبرعات، ثم وصلنا لمرحلة الانطلاق الفعلي في تجسيد المشاريع بعد أخذنا لموافقة وزارة الصحة.

وتم تنصيب ثلاث ورشات في الجزائر، باتنة وورقلة لصنع أزيد من 30 ألف واقي وجه وتوزيعه مجانا على المستشفيات، حيث بلغت تكلفته 90 دينارا جزائريا بالمقارنة بسعر استيراده المقدر بـ 140 ألف.

مشاريع متعددة والهدف واحد

ضمت مبادرة we algerians غير الربحية مشاريع أخرى تحت إشراف الأطباء المختصين، كصنع وتوزيع الكمامات، إطلاق تطبيق وموقع إلكتروني ساهم بشكل كبير في التشخيص المبكر للمصابين بفيروس كورونا دون عناء التنقل للمستشفى.

كما قام القائمون على المبادرة بتنظيم ورشات افتراضية مع باحثين جزائريين من مختلف القارات وربطهم مع الأساتذة ومدراء الجامعات الجزائرية بحضور وزير المؤسسات الناشئة، من أجل التطرق لإمكانية تفعيل التعليم الرقمي في الجزائر و تقديم الاقتراحات اللازمة، خاصة أن الجائحة شلت نشاطات الجامعات ومراكز البحث عكس ما حصل في الدول المجاورة التي استعانت بتقنيات من أجل مواصلة الدراسة، والعمل عن بعد وهو ما يشجع فكرة إنشاء شركات في هذا المجال لاحقا.

وأضاف المهندس زرقون أن المجموعة قامت كذلك بتوزيع عدد كبير من تحاليل الكورونا مجانا، وصنع الأنفاق المعقمة، كما صرح لنا ذات المتحدث أن المجموعة تعمل على مشروع صنع أجهزة التنفس الاصطناعي الذي تعد تكلفته غالية جدا، المشروع قيد التنفيذ وفي انتظار مصادقة وزارة الصحة.

المبادرة لم تتوقف عند هذا الحد بل رافقت الجزائريين في كل مراحل الحجر الصحي من تقديم الإرشادات الطبية كطريقة دفن موتى كورونا والحملات التحسيسية. وعن إمكانية استمرار المبادرة، يضيف محدثنا، أنها مقتصرة حاليا على فترة أزمة كورونا  فقط ومع ذلك لا مانع من العمل على مشاريع أخرى لاحقا.

بشرى زهار