جراء غياب الغاز، الماء ونقائص أخرى… ظروف معيشية صعبة بقرية “تيزة” بعمال

elmaouid

تفاقمت ظروف إقامة سكان قرية “تيزة” بعمال جنوب شرق بومرداس نتيجة غياب مختلف المرافق  التي تضمن لهم حياة كريمة، فهذه القرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة لم تستفد منذ سنوات من أية مشاريع تنموية

من شأنها أن ترفع الغبن عنهم.

يعيش سكان قرية “تيزة” بعمال جنوب شرق بومرداس أوضاعا اجتماعية جد صعبة حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، فهم ينتظرون منذ سنوات التفاتة سريعة من قبل المسؤولين غير أنه لا حياة لمن تنادي بدليل بقاء حياتهم صعبة نتيجة غياب ضروريات الحياة من ماء، غاز، إنارة عمومية إلى جانب اهتراء شبكة الطرقات وغياب أدنى المرافق الترفيهية والرياضية.

وفي جولة استطلاعية قادت “الموعد اليومي” ألى قرية “تيزة” قصد معاينة حجم المعاناة التي يتخبط فيها قاطنو هذه المنطقة، صادفنا أحد السكان الذي سرد لنا جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم قصد نقلها إلى المسؤولين لعل ذلك يغير من واقعهم المعيشي.

 

 

الطرقات بحاجة إلى إعادة تهيئة

 

المتجول بهذه القرية أول ما يشد انتباهه، هي الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها الطرقات، خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول إلى مستنقعات وبرك مائية لا تجف إلى بعد مرور أيام أو أسابيع، مما يعرقل حركة السير سواء للراجلين او أصحاب السيارات الذين يجبرون في كل مرة أمطرت ترك مركباتهم خارج القرية خوفا من تعرضها لاعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرض القاطنين لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.

هذه المسالك التي لم تشهد أي عملية تزفيت -بحسب السكان- جعلت القرية معزولة عن باقي القرى الأخرى وحتى عن مقر البلدية، فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بالقرية حيث أصبحت حافلات النقل ترفض الدخول إليها بسبب اهتراء الطرق.

وعليه يجدد قاطنو القرية مطلبهم عن طريق جريدتنا للمسؤولين قصد تهيئة الطرقات في القريب العاجل وفك العزلة عنهم.

 

 

غياب الإنارة العمومية يغرق القرية في الظلام

 

مشكل آخر تطرق إليه القاطنون هو غياب الإنارة العمومية حيث أصبحوا يلازمون منازلهم مع أول وهلة للظلام، خوفا من المخاطر التي يتعرضون لها من قبل اللصوص وقطاع الطرق الذين يغتنمون فرصة انعدام الإنارة فيقومون بالاعتداء على السكان وسرقة أملاكهم الأمر الذي نغص عليهم حياتهم وحرمهم  نعمة الراحة في قريتهم.

 

 

رحلة بحث دائمة عن قطرة ماء

لا يزال سكان القرية يعانون من انعدام مياه الشرب خصوصا في هذا الفصل الذي يتطلب استعمال هذه المادة  الحيوية بكثرة في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، حيث يغيب الماء الشروب عن حنفياتهم  ولا يرونه إلا في فترات لا تكفي لتلبية حاجاتهم اليومية من غسيل وشرب و غيرها،  الأمر الذي يضطرهم  للحصول عليه بطرقهم الخاصة سواء باقتناء صهاريج مائية تكلفهم أثمانا باهظة تتراوح ما بين 1300 دج و 1500 دج للصهريج الواحد، أو عن طريق الدلاء التي يحملها غالبا فلذات أكبادهم من أجل ملئها من الآبار. وقد حمل سكان القرية المسؤولين المحليين مسؤولية هذه الوضعية حيث لم يكلفوا أنفسهم عناء إخراج القرية من هذه المشكلة عن طريق توفير المياه بكمية تلبي حاجيات السكان.

 

 

قارورات غاز البوتان مشكل آخر

لا يزال قاطنو قرية “تيزة” بعمال ينتظرون تدخل السلطات من أجل ربط قريتهم بشبكة الغاز الطبيعي الذي بات بالنسبة لهم حلم طال انتظاره منذ سنوات، حيث يعاني هؤلاء من غياب هذه الطاقة ومن رحلات بحث يومية عن قارورات غاز البوتان لأهميتها خاصة في فصل الشتاء لاستعمالها في التدفئة في هذه المنطقة التي تتميز ببرودة قاسية.

وقد أكد القاطنون أن حياتهم أضحت جحيما لا يطاق أمام رحلاتهم اليومية في البحث عن قارورات غاز البوتان والتي تعرف نقصا فادحا بالقرية ما يضطرهم إلى التنقل حتى الى وسط البلدية أو البلديات المجاورة من اجل جلبها، في حين العائلات الأخرى ذات الدخل المحدود لا تجد بديلا لهذه المشكلة سوى اللجوء إلى وسائل التدفئة التقليدية التي كثيرا ما تعرضهم لأخطار الحرائق التي يكون ضحيتها دائما الأطفال.

 

المرافق الرياضية غائبة والبطالة شبح يطارد شباب القرية

من جهتهم شباب القرية يعانون من غياب المرافق الرياضية والترفيهية التي من شأنها الترفيه عنهم والقضاء على الفراغ خاصة وأن أغلبهم يقضون أوقاتهم بين المقاهي والجلوس على حواف الطرقات في ظل غياب مثل هذه المرافق، ناهيك عن البطالة التي باتت بالنسبة لهم شبحا يطارد يومياتهم في غياب فرص العمل، ما اضطر عدد من هؤلاء إلى بيع بعض المواد الغذائية على قوارع الطرقات، ومنهم من فضل تعاطي المخدرات أو السرقة، أمام غياب المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا أمام هذه الوضعية التي جعلت الشباب  يكره العيش في قريتهم ويفكرون في الحرقة.

 

 

السكان يستنجدون بوالي بومرداس

 

تعد قرية “تيزة” بعمال من أفقر قرى البلدية نظرا لانعدام فيها أدنى ضروريات الحياة الكريمة التي تم ذكرها سابقا، الامر الذي عزلها عن العالم الآخر وبقيت بعيدة كل البعد عن القرى الأخرى التي استفادت من مشاريع حسنت من وضعية سكانها اليومية، فهم يأملون عن طريق جريدتنا أن تلتفت سلطاتهم بما فيها والي ولاية بومرداس السيد “مدني فواتيح” من أجل تحسين وضعيتهم المعيشية عن طريق توفير مرافق العيش الكريم من ماء وغاز وإنارة عمومية إلى جانب تزفيت الطرقات وتوفير المرافق الرياضية.

 

 

روبورتاج: أيمن ف