جدِّد علاقتك مع الله

جدِّد علاقتك مع الله

إن العبد المؤمن الذي حافظ على أصل علاقته مع الله عزَّ وجلَّ، مؤمناً به وموحداً، ولكنَّ تلك العلاقة قد يعتريها ضعف وفتور، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الإيمان ليَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب، فاسألوا الله أن يُجدّد الإيمان في قلوبكم” صححه الألباني. فبلا شكّ أنَّ المعاصي كبيرها وصغيرها سبب رئيسي في ضعف إيمان العبد المؤمن، فإنَّ العبد إذا أكثر من المعاصي وأصرَّ على بعضها يقسو قلبه ويصبح عليه حجاب يمنعه من إبصار نور الحقِّ والإيمان، وقال الله عزَّ وجلَّ “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون”، المطففين 14، قال ابن جرير الطبري رحمه الله عند تفسير تلك الآية: “أي أحاطت بها القلوب فغطَتها”. فلا بدَّ للعبد أن يتّقِي الله عزّ وجلَ في حركاته وسكناته، وأن يستحضر معية الله سبحانه وتعالى في كل وقت وحين، وأن يُجاهد نفسه على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.

أولاً الدعاء : فلا شكَّ إنَّ الدعاء عبادة جليلة عظيمة، رغّب الله بها في غير موضع من كتابه، فقال: “وإذا سألك عبادي عنّي فإنَّي قريبٌ أجيب دعوة الداعِ إذا دعان”، البقرة 186.، وقال: “وقال ربكم ادعوني استجيب لكم”، غافر60.

ثانياً قيام الليل:  وهذه عبادة لها فضلٌ عظيم وأثر كبير في تنشيط همّة المؤمن وإيقاظ القلب من غفلته وتطهيره من أدرانه، كونها العبادة التي يُسِرّها العبد بينه وبين ربه، وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة كثيرة في الحضِّ على هذه العبادة والحمد لله، وقال الله تعالى مادحاً أهلها: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يكسبون” السجدة 16.

ثالثاً قراءة القرآن : وهي عبادة فاضلة ومن أجلِّ العبادات، فالعبد فيها يناجي ربّه بكلماته وحروفه، ولا أعلم أكثر من القرآن دواءً للقلوب من أمراضها وطِبّاً لها من أسقامها، وضعف الإيمان مرضٌ من أمراض القلوب، وتلاوة القرآن علاجه وطبّه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَثَل الذي يقرأ القرآن كالأُتْرُجَّة، طعمها طيب وريحها طيب” رواه البخاري.

موقع إسلام أون لاين