حذرت دراسة أمريكية من أن التباعد الاجتماعي والإجراءات الأخرى، التي تم وضعها بسبب جائحة فيروس كورونا ستؤدي إلى ارتفاع حالات الإنفلونزا في الشتاء المقبل.
بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية التزمت أعداد كبيرة من البشر حول العالم بما يسمى بالتدخلات غير الصيدلانية، أو التغييرات السلوكية التي تحد من انتشار المرض، معظم عام 2020. وتشتمل هذه التدخلات أو التغييرات على الإجراءات الاحترازية التي تشدد على ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي أو الجسماني.
أسهمت هذه التدابير في كسر سلسلة انتقال فيروس كورونا المستجد، وأدت أيضاً إلى خفض معدلات الإصابة بأمراض أخرى. ونتيجة لذلك، انخفضت أعداد المصابين بالإنفلونزا الموسمية في عام 2020، مقارنةً بالمتوسطات العامة في الأعوام السابقة.
ولكن يحذر باحثو جامعة برينستون من أن هذه الميزة الإيجابية الواضحة سيكون لها تأثير غير مباشر في السنوات القادمة، لأنها تزيد من احتمالات تعرض أعداد أكبر للإصابة بالعدوى بعدما يتم التخلي عن ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، بعد البدء في طرح لقاح كورونا المنتظر على نطاق واسع وإثبات فعاليته.
وبحسب الدراسة الأميركية فمن المتوقع أن تطرأ تلك التطورات إبان ربيع عام 2021 على الأرجح، وعندئذ ستستغل فيروسات أخرى التخلي عن الإجراءات الاحترازية، وتصيب الأشخاص الذين فقدوا ما يسمى بـ “مناعة القطيع”.
نظراً لأن أمراض الجهاز التنفسي والفيروسات تزداد دائماً في الأشهر الأكثر برودة، يتوقع الباحثون أن ترتفع أعداد المصابين بالإنفلونزا والعدوى بفيروسات أخرى تصيب الجهاز التنفسي في شتاء 2021-2022.
يحذر علماء جامعة برينستون من أنه من المحتمل أن تؤدي حالات التفشي المستقبلية للإنفلونزا إلى “زيادة العبء” على أنظمة الرعاية الصحية في مختلف البلدان.
تنتشر بالطبع بعض الأمراض بسهولة أكثر من غيرها، ولكن يكمن عنصر الخطر في احتمالات ارتفاع معدل الوفيات بسببها، بخاصة أن بعض هذه الأمراض يصعب إنتاج لقاح لها.
على سبيل المثال، تتغير الإنفلونزا الموسمية بسرعة عن طريق الطفرات، ونتيجة لذلك يكون لقاح الإنفلونزا فعالًا بشكل جزئي، حيث يتطلب الأمر إنتاج لقاح مختلف كل عام.
لكن معدل الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا أقل من 0.1%، في حين النسبة بسبب فيروس كورونا تبلغ حوالي 3%، مما يجعل الإنفلونزا أقل فتكًا بكثير. ويوضح الباحثون أنه من الثابت أن مرض كوفيد-19 ينتشر بسرعة أبطأ قليلًا من الإنفلونزا في المجتمعات ولكن من المرجح أنه يتسبب في وفيات نسب أعلى بين من يصابون به، علاوة على أن “مناعة القطيع” تساعد على مقاومة العدوى بالإنفلونزا حيث النظام المناعي ينتصر على الفيروس الذي سبق التعافي منه وتطوير الأجسام المضادة له.
الوكالات