أكد بعض المختصين في التغذية وجود الكثير من الخرافات والأكاذيب حول عالم التغذية، خاصة المقلية، التي كثر عنها الكلام الذي يحوي الكثير من المغالطات، وهذه بعض الأسباب للاستمتاع ببعض الأطعمة المفضلة لديك.
الغلوتين والقمح
يقول الخبراء إن الغلوتين والقمح المكونات الأكثر تعرضا للهجوم، لكن عقودا من الدراسات وجدت أن الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، مثل القمح الكامل والشعير تشكل عاملا حيويا للتمتع بصحة جيدة، وترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسرطان والوزن الزائد.
وهناك واحد في المائة فقط من الناس أو أقل لا يحبون الغلوتين ويبعدونه عن وجباتهم لتخفيف آلام البطن والأعراض الأخرى، بما في ذلك القدرة على امتصاص الفيتامينات بشكل كامل.
أحد الأسباب وراء شيوع الحميات الغذائية الخالية من الغلوتين أو القمح، هي أن الأفراد الذين لا يأكلون القمح عادة ما يتجنبون السعرات الحرارية في الحلويات والأطعمة المقرمشة.
البيض
لا يستحق البيض هو الآخر تلك السمعة السيئة، فخلال العقود الأخيرة كان يعتقد أن نسبة الكولسترول العالية فيه تلعب دورا في زيادة الكولسترول منخفض الكثافة أي الضار، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لكن الكولسترول في الطعام عامل ثانوي يسهم في ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم لدى غالبية الأفراد، ولم تؤكد الدراسات الصلة بين البيض وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والعامل الرئيسي للكولسترول منخفض الكثافة هي الدهون المشبعة، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الكولسترول في البيض، فإنه يحتوي على قدر منخفض نسبيا من الدهون المشبعة.
ما يثير الدهشة هو أن بعض أكبر مستهلكي البيض في العالم، اليابانيون، تنخفض لديهم معدلات الإصابة بأمراض الكولسترول والقلب، وربما يعود ذلك جزئيا إلى أنهم يتناولون وجبات من الدهون المشبعة. وفي المقابل، يأكل الأمريكيون البيض إلى جانب النقانق وخبز التوست المشبع بالزبدة.
البطاطا
تتحمل البطاطا اللوم على زيادة مستويات الغلوكوز في الدم ومقاومة الأنسولين وزيادة الوزن والنوع الثاني من مرض السكري. وخلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد قامت بتتبع عدد كبير من السكان ومعدلات أمراضهم، إلى ربط أكل البطاطا بزيادة الوزن، وألقت عليها باللائمة في ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم.
لكن الكثير من الأطعمة بما في ذلك تلك التي تحتوي على خبز القمح الكامل وحبوب القمح الكاملة تسبب ارتفاعا مماثلا في غلوكوز الدم، وترتبط بصحة أفضل ووزن جسم أقل، قامت الدراسة بتجميع كل منتجات البطاطا معا بما في ذلك رقائق البطاطا والرقائق المقلية، والمنتجات المسببة لزيادة الوزن التي عادة ما تؤكل بكميات كبيرة إلى جانب الهامبورغر والنقانق والمشروبات الغازية.
الفاكهة
عادة ما يسأل الأفراد عما إذا كانت الفاكهة تحتوي على نسبة مرتفعة للغاية من السكر، خاصة لمرضى السكري، ويمكن لتجنب الفاكهة أن يؤدي فعليا إلى تدهور الصحة، وتظهر الدراسات التي أجريت على مدى عقود أن تناول الفاكهة يسهم في خفض مخاطر بعض السرطانات وأمراض القلب وضغط الدم وأمراض السكر.
وتحتوي الفواكه على نسبة عالية من الماء والألياف، التي تساعدك على الشعور بالامتلاء بسعرات حرارية أقل، وهي أحد الأسباب في ارتباط تناول الفاكهة بانخفاض وزن الجسم، وعلى الرغم من احتواء الفاكهة على سكريات بسيطة، فإن غالبية الفاكهة تحتوي على مؤشر نسبة سكر منخفض في الدم، وهذا يعني أنك عندما تأكل الفاكهة يرتفع سكر الدم بصورة معتدلة، خاصة عند مقارنته بالسكر المكرر أو منتجات الدقيق، وقد أوصى العديد من مؤسسات الصحة، بأكل ما لا يقل عن خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميا بسبب الفوائد الصحية الكبيرة لها.
فول الصويا
على الرغم من الشعبية التي تمتع بها على مدى قرون في العديد من الدول الآسيوية، فإنه كان ينظر إلى فول الصويا في بعض الأحيان بوصفه خطرا بعد الدراسات التي وجدت نسبا مرتفعة من سرطان الثدي بين الفئران التي تمت تغذيتها بمشتقات مركزة من فول الصويا.
لكن الدراسات التي أجريت على أغذية فول الصويا في البشر لم تجد رابطا. والحقيقة أن العكس هو الصحيح. وتقول خبيرة غذائية ومستشارة التغذية المسجلة مع المعهد الأمريكي لبحوث السرطان: “عندما يتم تناول فول الصويا في الطفولة أو المراهقة، فإنه ربما يتسبب في جعل أنسجة الثدي أقل عرضة لتطور مرض السرطان في مرحلة متأخرة في الحياة، وربما لا يكون لها تأثير في الإصابة بسرطان الثدي عندما يبدأ تناولها في فترة البلوغ”.
الطعام المقلي
على الرغم من صحة الاعتقاد الشائع بأن الطعام المقلي عادة ما يزيد محتوى السعرات الحرارية الموجودة به، إلا أن ذلك لا يجعله بالضرورة غير صحي.
ما دام الطعام يقلى في زيت صحي بدلا من السمن أو الدهن أو الدهون غير المشبعة، ويتم تناوله بشكل معتدل، فهو صحي، وقالت اللجنة الاستشارية لمنظمة «دايتري غايدلاينز» الأمريكية في عام 2010: «يرتبط استهلاك دهون معينة، مثل الأحماض الدهنية المشبعة، والأحماض الدهنية المتحولة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، من جهة أخرى، تحتوي الدهون غير المشبعة والأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والأحماض الدهنية العديدة غير المشبعة على فوائد كبيرة وجيدة للتمثيل الغذائي وتعزيز الصحة».
ق. م