الجزائر- أعرب رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الدكتور، محمد بقاط بركاني، الأربعاء، عن أسفه لنقص الوقاية التي تسببت مؤخرا في ظهور وباء الكوليرا، مجددا نداءه لإنشاء الوكالة الوطنية لليقظة الصحية لتفادي
مثل هذا الوضع.
وفي تدخله على أمواج الإذاعة الوطنية، أبرز الدكتور بركاني غياب عمل وقائي وتربوي بغية تفادي الكوليرا “مرض الأيادي المتسخة”، ملقيا المسؤولية على عاتق السلطات المحلية وكذا المواطنين.
وسجل الدكتور بركاني “نقصا في المراقبة والعمل الوقائي لاسيما فيما يتعلق بإحصاء مجاري ونقاط المياه التي تسمح بتحديد درجة تلوث هذه النقاط وتفادي انتشار المرض”، مؤكدا على مسؤولية السلطات المحلية لاسيما البلدية والولاية “اللتين لا تراقبان المحيط كفاية”.
وجدد المتدخل نداءه لإنشاء وكالة وطنية لليقظة الصحية التي يعتبرها “ضرورية” للوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وأمراض وأوبئة معدية أخرى، معربا عن أسفه لعدم إدراجها في قانون الصحة الجديد.
وأوضح أن مهمة هذه الوكالة تكمن في “تحديد مفهوم الخطر وكافة وضعيات انتشار الأمراض الوبائية سواء الأمراض المتنقلة عن طريق المياه أو الأمراض الفيروسية”.
ويتمثل دورها أيضا في تقديم نتائجها للحكومة “من أجل تقييم وضعية الخطر وتحديد الممارسات الواجب اتباعها على مستوى السلطات المحلية حسب خصوصيات كل منطقة للبلد”.
وفي الإطار نفسه، أوضح السيد بركاني أن مسؤولية ظهور الكوليرا تقع أيضا على عاتق المواطنين الذين ينقصهم الحس المدني والتربية البيئية، على غرار الأشخاص الذين يرمون النفايات في أي مكان أو الفلاحين الذين يسقون مزارعهم بالمياه القذرة.
وأشار رئيس العمادة من جهة أخرى “غياب” الاتصال تجاه المواطن بعد ظهور الوباء.
واعتبر أن تدخلات بعض الخبراء “أثارت تخوف المواطنين أكثر مما طمأنتهم أو أعطتهم السلوكات الواجب اتباعها في هذا النوع من الأوضاع من أجل تجنب الإصابة بالعدوى”.
وألح في هذا الإطار على أهمية الحملات التحسيسية والتربوية قصد تلقين المواطن الثقافة البيئية انطلاقا من الخلية العائلية.
وقال إن “الوقاية يجب أن تكون قاعدة وصارمة”، داعيا السلطات المحلية إلى بذل المزيد من الجهود في مجال حماية البيئة وتطبيق عقوبات تجاه الذين لا يحترمون قواعد النظافة لا سيما نظافة المحيط.