أنوار من جامع الجزائر

جامع الجزائر.. “منارة” شمال إفريقيا

جامع الجزائر.. “منارة” شمال إفريقيا

لم يقتصر دور جامع الجزائر، منذ افتتاحه، على كونه صرحا دينيا فحسب، بل أصبح مركزا ثقافيا وعلميا نشطا، يعكس التزامه العميق بخدمة المجتمع وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والمعرفة، كما احتضن الجامع فعاليات دينية وتاريخية وثقافية كبرى، أبرزها إحياء الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية، حيث شهد أنشطة استحضرت قيم الوحدة والتضحية، إلى جانب احتضان أكبر حفل لعلماء الجزائر، سواء في المجال الديني أو العلمي، على غرار البروفيسور بلقاسم حبة وغيره من العلماء الذين يفتخر ويعتز بهم الجزائريون .وفي إطار نشاطه الثقافي، استضاف المركز الثقافي التابع للجامع فعاليات علمية بارزة، من بينها ندوة “الإعجاز العلمي في القرآن الكريم” التي نشّطها البروفيسور أحمد بوستة، وملتقى وطني حول الشيخ سعيد بن بالحاج شريفي والشيخ عدون، حيث تم تسليط الضوء على جهودهما في خدمة الثوابت الوطنية، كما شهد الجامع محطات مميزة، مثل إهداء نسخة فريدة من القرآن الكريم مكتوبة على ورقة واحدة لعميد الجامع، وغيرها من الفعاليات والندوات المثمرة وجلسات الذكر خلال المناسبات الدينية والأعياد. إلى جانب ذلك، انخرط جامع الجزائر في مبادرات بيئية وإنسانية، حيث نظم حملات واسعة للتبرع بالدم والتشجير، كما أطلق برامج توعوية حول أهمية الحفاظ على البيئة، من خلال ندوات تثقيفية ركزت على التوازن البيئي وأهمية الطاقة المتجددة في الحفاظ على الموارد الطبيعية. صرح يعكس حلم الجزائريين بعد قرن وثلث قرن من الاستعمار كما، أن جامع الجزائر ليس مجرد صرح ديني، بل هو مشروع حضاري متكامل يضم مؤسسات أكاديمية وبحثية، على رأسها المدرسة العليا للعلوم الإسلامية – دار القرآن، مركز البحوث في حوار الحضارات والعلوم الدينية، متحف الحضارة الإسلامية، المجلس العلمي، إضافة إلى فضاءات أخرى تهدف إلى استيعاب المشهد الديني والثقافي في الجزائر، وفق رؤية علمية تعزز العلاقة بين الثقافة والجامع بمختلف أبعادهما.

ق.إ