بدأت اللجنة المنظمة لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية في استقبال المشاركات بالدورة الأولى لأول مسابقة أدبية عربية متخصصة بشكل كامل في الكتابة الدرامية، وهي مبادرة أعلن عنها وزير الثقافة والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي في ختام ملتقى كتاب الدراما الذي نظم نهاية العام الماضي.
وبمجرد تدشين صفحات شبكات مواقع التواصل الاجتماعي للجائزة على الفايسبوك وتويتر وانستغرام، بدأت الاستفسارات تصل من كل الدول العربية عن طريقة وشروط المشاركة، التي تم توضيحها بالتفصيل في الموقع الإلكتروني الرسمي www.dohadramaaward.qa
وتهدف جائزة الدوحة للكتابة الدرامية -حسب بيان إطلاقها- إلى تشجيع كتاب الدراما ذوي العطاء المتميز من القطريين وغيرهم على إنتاج وتأليف أعمال درامية في مجالات النص الدرامي (المسرحي والتلفزيوني والسينمائي) والتي من شأنها ترقية الذوق العام وإثراء الساحة الدرامية بالنصوص المتميزة في المجالات المذكورة، بما يعزز قيمة الدراما في المجتمع ويزيد من التكاثف المجتمعي ويؤكد على حوار الثقافات والحضارات.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 300 ألف دولار أمريكي، وتغطي فروع الدراما الثلاثة، حيث تشمل النص المسرحي والسيناريو السينمائي والسيناريو التلفزيوني بواقع 100 ألف دولار لكل فرع، فيما ستسلم الجائزة في حفل كبير خلال شهر نوفمبر القادم في الدوحة.
ومن بين الشروط البارزة للجائزة أن يكون النص أصليا ولم ينتج أو يفز في مسابقة أخرى وألا تكون عليه حقوق لأية جهة من الجهات، كما تقبل مشاركات المبدعين باللغة العربية الفصحى ويمكن أن تكون لغة الحوار باللهجات المحلية على أن يتم شرح المفردات الموغلة في المحلية تسهيلا للجنة التحكيم.
ويتم استقبال الترشيحات إلى غاية نهاية شهر سبتمبر 2019 وهذا عبر الإيميل المخصص لاستقبال المشاركات
doha@dohadramaaward.qa
ويشمل ملف الترشح استمارة معلومات متوفرة للتحميل على الموقع الرسمي.
حمد الزكيبا (أمين سر جائزة الدوحة للكتابة الدرامية)
عن اطلاق الجائزة، قال حمد الزكيبا إن التأسيس لأي مشروع هو المرحلة الأصعب وأضاف: “نحن وإن أطلقنا الجائزة في دورتها الأولى إلا أننا نصغي باهتمام للآراء التي تصلنا، وهي لم تخرج عن النقاشات التي كانت تدور في جلسات عمل لجنة الأمناء. ما يهمنا هو توفير بيئة إبداعية تستوعب الأفكار الجديدة والخلاقة في العمل الدرامي، وسنسعى دوما ليكون محركنا في العمل هو الهدف السامي”.
وعن اختيار لجنة التحكيم، قال حمد الزكيبا إنه جاء بناء على عدة اعتبارات تضمن تكافؤ الفرص في مسابقة موجهة للكتاب الناطقين بالعربية في كل مكان وقال: “حرصنا على أن يكون هناك أكبر حضور ممكن لكتاب وفنيين وأكاديميين من مختلف الدول العربية في اللجان، وهذا حتى يكون التحكيم أكثر عدلا ونزاهة. وسنعمل على أن تجري عملية التحكيم وفق الأنظمة المتعارف عليها دوليا في المسابقات الأدبية ونتمنى أن تعكس المخرجات القيم التي تسعى الجائزة لتكريسها في الصناعة الدرامية .
وعن شروط المسابقة قال حمد الزكيبا :”كل مسابقة ولها شروطها الخاصة بها، ومهما حاولنا أن نكون مرنين، فسنجد من يعترض على بعض التفاصيل، لجنة الأمناء قامت بدورها في إرساء ركائز الجائزة ونحن حاولنا ألا تخرج الشروط عن الأطر العامة للجوائز الأدبية مع التركيز على خلق هوامش حرية كافية للمشتركين من ناحية اختيار القوالب الفنية والمواضيع”.
الجزائري يوسف بعلوج منسق عام جائزة الدوحة للكتابة الدرامية)
الجائزة بالنسبة لي ككاتب هي دافع هام لإبراز الاسم خارج الدوائر الرسمية للإنتاج التي قد تحتكم إلى معايير غير فنية، شخصيا صنعت اسما أدبيا من خلال التتويج بعدة جوائز في الكتابة. لهذا أعرف تماما ما ستمثله الجائزة بقيمتها الأدبية والمادية من تحفيز للمبدعين في العالم العربي عموما، وفي الجزائر بالخصوص.
وأضاف: “مشاركتي في فريق تنظيم هذه الجائزة تجربة مهمة بالنسبة لي، وأنا سعيد بأن أكون منسقا عاما لمبادرة عربية منفردة هدفها الأساسي خدمة النص الجيد والدفع بكتاب الدراما إلى مناطق جديدة من الإبداع”.
كلمة الناقد الدكتور مرزوق بشير (رئيس لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية)
في البدء كانت الكلمة، الحكاية كلمة، المسرح كلمة، السينما كلمة، والتلفزيون كلمة، في تلك المساحة المعزولة عن العالم إلا قليلا، يتفتح ذهن الكاتب على عالم جديد تؤثثه شخوص وأحداث تتماوج في عقله، تتصارع على الأحقية بالصدارة ويضطر للتعامل معها كأب حريص على منح الفرص العادلة للجميع.
الفكرة كما الحكاية كلمة، قبل أشهر قليلة كانت جائزة الدوحة للكتابة الدرامية فكرة سمعناها كلمة من سعادة وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي، في ختام أول ملتقى لكتاب الدراما في العالم العربي، الكلمة حلم، والحلم اليوم صار حقيقة، أول جائزة عربية تعنى بكافة الصناعات الدرامية من حيث منشأها.
الكتابة منشأ كل مشروع مسرحي وتلفزيوني وسينمائي، وحيث أن الكتابة اليوم في عالمنا العربي بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مشاكسة سقف الحرية الواطئ، ومواجهة حقل ألغام رقابية، فإن جائزة الدوحة للكتابة الدرامية تسعى إلى تحرير الخيال من سطوة الفكر الإنتاجي ودفعه نحو مناطق جديدة تجعل قلم الكاتب ينزاح إلى النقاش المجتمعي الجاد الرامي إلى الدفع بالمشاهدين إلى ساحة النقاش والخروج من دائرة النقاش، والخروج من دائرة الإنتاج الكسول الذي يعنى بتقديم الأجوبة إلى إنتاج بفتح الذهن بابا مشرعا على استحقاق السؤال.
بعد أشهر من التحضيرات تخللها نقاش عميق بين أعضاء لجنة الأمناء، ما يمكننا قوله إننا اجتهدنا لتأسيس هذه الجائزة على ركائز متينة لتحقق الأهداف المرجوة منها، وها نحن اليوم في مرحلة استقبال المشاركات بعد اطلاق الجائزة رسميا من الدوحة المعروفة دوما بالسبق الدائم في اطلاق مبادرات ثقافية هامة، وهي فرصة حقيقية لخلق منافسة بين كتاب الدراما بمجالاتها المختلفة ودفعهم إلى تقديم أعمال تثري الساحة الإبداعية العربية.
نتمنى أن تكون جائزة الدوحة للكتابة الدرامية منصة كبيرة ليس فقط للتنافس، بل للتكوين المستمر، ولفتح النقاش بخصوص واقع الكتابة في العالم العربي ودراسة سبل تحسينها ولاشك أن هذا الأمر لن يتحقق إلا بدعم ومتابعة الأسرة الإعلامية الموقرة لمجرياتها.
حورية/ق