-
السينما الجزائرية لم تتناول بما يكفي تاريخ الذاكرة
توج، مؤخرا، الفيلم السينمائي الروائي القصير “نية” للمخرجة الجزائرية إيمان عيادي بالجائزة الكبرى في الطبعة الخامسة من المهرجان الثقافي الدولي إيمدغاسن الذي احتضنته الجزائر مؤخرا.
وللحديث بالتفصيل عن هذا الفيلم السينمائي الجزائري “نية’ وتتويجه بالجائزة الأولى، كان لـ “الموعد اليومي” هذا الحوار مع مخرجته المبدعة إيمان عيادي.
كلمينا عن فيلمك المتوج بالجائزة الكبرى في مهرجان إيمدغاسن الدولي الجزائري؟
النية هو نظرة طفلة صغيرة إلى لحظة صعبة عشناها. أردت أن أُظهر كيف تلتقي براءة الطفولة مع ثقل الذاكرة الجماعية. ربما هذا الصدق والبساطة هو ما لمس قلوب الناس.
هل هذه أول مشاركة للفيلم في المهرجانات؟
لا، الفيلم شارك في مهرجانات دولية كثيرة، وفاز بجوائز مهمة حتى في مهرجانات من الفئة “أ”. لكن جائزة إيمدغاسن مختلفة، لأنها في الجزائر، بلدي، المكان الذي ولدت وكبرت فيه، وهذا يعطيني قوة أكبر لأواصل.
يقال إن الأفلام عن العشرية السوداء غالباً ما تفوز بالجوائز، ما رأيك؟

بصراحة هذا غير صحيح. السينما الجزائرية لم تتناول بما يكفي هذه الذاكرة. الجزائر عندها تاريخ عميق، والشعب الجزائري عاش لحظات صعبة جداً. من المهم أن نحكي هذه القصص: حرب التحرير، العشرية السوداء، وحتى القصص اليومية الصغيرة. كل ما عشناه يصنع هويتنا اليوم، ولا بد أن نرويه ونفهمه. وما زال هناك الكثير من الأفلام التي يجب أن تُنجز. وبعد كل ما عشناه… الحمد لله مازلنا واقفين.
ماذا عن مسارك الفني وما قدمتِه؟

درست السينما في فرنسا، لكن اخترت أن أعود لأعيش وأكتب وأصور في الجزائر. المواضيع التي تهمني مرتبطة بهويتنا، بتراثنا، وبما عشناه وما نعيشه. أريد أن أُظهر قوة الشعب الجزائري. إذا كان لي أن أقدّم شيئاً، فهو الصدق: قصص حقيقية، صغيرة داخل قصص كبيرة، تفتح نقاشاً حول الهوية والذاكرة والإنسان.
كيف تقيّمين واقع السينما الجزائرية اليوم؟

السينما الجزائرية مليئة بالمواهب والأفكار الجديدة، خاصة عند الشباب. لكن التحديات كبيرة: التمويل، التوزيع، وحتى قاعات العرض. رغم ذلك، هناك مبادرات ومهرجانات وجمهور متعطش لرؤية نفسه على الشاشة. لهذا أنا متفائلة: الطريق الحقيقي للسينما الجزائرية بدأ للتو، والمستقبل أمامها.
حاورتها: حاء/ ع


