تعاني المنظومة الكروية الجزائرية من العديد من المشاكل، التي أثرت كثيرا على مستوى وسمعة الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، على غرار انتشار أخبار كثيرة عن سقوط الكرة الجزائرية في مستنقع “الفساد”.
ورغم كل ذلك إلا أن ثمة علامة بارزة تشهدها البطولة في المواسم الأخيرة، وهي بروز مجموعة من المدربين الشباب الذين أثبتوا علو كعبهم في الإدارة الفنية للأندية وأزاحوا الكثير من المديرين الفنيين المخضرمين من الساحة، على غرار عبد الرحمن مهداوي ويونس افتيسان ونور الدين سعدي وجمال مناد ومزيان ايغيل من جيل المدرسة القديمة.
وحقق المدربون الشباب طفرة في مشوارهم التدريبي، وفي مقدمتهم الدولي السابق خير الدين مضوي، الذي قاد فريقه السابق وفاق سطيف للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا وهو في سن الـ37، في إنجاز غير مسبوق، وشهدت البطولة أيضا بروز الدولي السابق بلال دزيري مع فريق “القلب” نصر حسين داي، إضافة إلى أسماء أخرى.
دزيري أثبت قدراته مع النصرية
يسير مشوار دزيري التدريبي في المحترف الأول، على منوال مشواره البارز كلاعب، وأنهى دزيري (46 سنة) مشواره الكروي مع اتحاد العاصمة في العام 2010، ليتفرغ للتدريب وعمل مساعدا في الاتحاد بعمر الـ38، قبل أن يتنقل بين عدة أندية هي أمل الأربعاء ووداد بوفاريك، ثم نصر حسين داي الذي أشرف عليه منذ العام الماضي قبل أن يستقيل مؤخرا بسبب مشاكل إدارية ليلتحق بأهلي البرج، وحقق دزيري مشوارا غير مسبوق في الموسم المنصرم، حيث لم ينهزم في 22 مباراة متتالية، ما جعله يخطف الأنظار خاصة وأنه قاد الفريق للمشاركة في مسابقة كأس الكاف في موسمها الجديد، كما حقق بداية قوية في البطولة هذا الموسم رغم امتلاكه تشكيلة شابة تفتقد للخبرة.
صايفي نجح رغم عمله كمساعد في المولودية
وخاض الدولي السابق رفيق صايفي البالغ من العمر 43 سنة أولى تجاربه في التدريب في الموسم الماضي، مع فريقه الأسبق مولودية الجزائر، حيث عمل مساعدا للفرنسي بيرنارد كازوني، وكانت بداية صايفي في عالم التدريب موفقة إلى حد بعيد عبر سلسلة انتصارات متتالية على مدار 7 مباريات ما بين البطولة ودوري الأبطال الإفريقي وكأس الجزائر، وغادر صايفي في الصيف الماضي المولودية، قبل أن يعود إليها مؤخرا في ظروف صعبة للغاية، إذ وجد الفريق في مركز متأخر، ويعلق أنصار عميد الأندية الجزائرية أمالا عريضة على صايفي قصد إعادة الفريق للسكة الصحيحة، وتوظيف خبرته الطويلة في الملاعب الجزائرية والأوروبية والخليجية.
نغيز من قسم الهواة إلى “الخضر”
ومن بين المدربين الشبان الذين نجحوا في البطولة الجزائرية، نبيل نغيز البالغ من العمر 51 سنة، والذي يشرف حاليا على شبيبة الساورة، وحقق الفريق بداية جيدة هذا الموسم، وقاد نغيز شبيبة الساورة في منتصف الموسم الماضي، ومعه عاد الفريق من بعيد، حيث أنهى الدوري في المركز الثاني وضمن مشاركة في دوري أبطال إفريقيا الذي يقترب من التأهل إلى دور المجموعات بعد فوزه ذهابا على اتحاد طنجة المغربي بهدفين دون رد في الدور الـ16، وبرزت شهرة نغيز في الدوري مع شباب عين فكرون، حيث حقق معه الصعود مرتين متتاليتين، من دوري الهواة إلى الدرجة الثانية المحترفة قبل أن يصعد إلى المحترف الأول قبل 5 مواسم، ونال نغيز ثمار اجتهاده، حيث منحه رئيس الفاف السابق محمد روراوة فرصة الانضمام للجهاز الفني للمنتخب الجزائري في فترة الفرنسي كريستيان غوركوف (أوت 2014 إلى مارس 2016).
الوزاني وزغدود وبوغرارة وزاوي تركوا بصمتهم
ويبرز في المحترف الأول أيضا اسم المدرب سي الطاهر شريف الوزاني، اللاعب الدولي السابق، حيث حقق مسيرة تدريبية محترمة، توجها بلقب كأس الجزائر مع اتحاد بلعباس في الموسم الماضي، وبفضله يلعب الفريق كأس الكاف هذا الموسم، كما تبرز أيضا أسماء دوليين سابقين تركوا بصماتهم على النوادي التي دربوها، على غرار عمر بلعطوي (49 سنة) ولخضر عجالي (46 سنة)، ومنير زغدود (48 سنة) وكذا اليامين بوغرارة (46 سنة).
ولم يقتصر بروز المدربين الشباب على المحترف الأول، بل امتد إلى المحترف الثاني، حيث يقود الدولي السابق سمير زاوي (42 سنة) فريقه السابق جمعية أولمبي الشلف بثبات نحو العودة إلى الأضواء بالرغم من تجربته الفتية، إذ تصدّر الدوري منذ انطلاقه، قبل أن يتراجع لمركز الوصيف لصالح وداد تلمسان لكن بفارق نقطة وحيدة.
مضوي أنجح الجيل الجديد من المدربين
ولكن أبرز مدير فني نجح في البطولة الجزائرية، هو مضوي البالغ من العمر 41 سنة، واكتفى مضوي كلاعب بلقب وحيد للدوري مع شباب بلوزداد عام 2001، لكن مشواره التدريبي كان ناجحا وبامتياز، واشتغل مضوي مدربا مساعدا ثم مدربا رئيسيا في فريقه الأول وفاق سطيف لمدة 5 سنوات ونال معه لقبين للدوري في 2015 و2017 والسوبر الجزائري عام 2015، ثم حقق اللقب الغالي دوري أبطال إفريقيا عام 2014 وأتبعه بالسوبر الإفريقي عام 2015 متفوقا على الأهلي المصري.