تحدث الكاتب الجزائري محمد حيدار عن القطرية الصارمة بين الدول العربية التي ربما ازدادت صرامة كلما تعلق الأمر بالكتاب، متسائلا أين دور المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، واتحادات الكتاب في الوطن العربي
واتحاد الناشرين في تقوية الارتباط في هذا المجال؟.
وقال موضحا في حوار مطول مع موقع كتابات: “فعلاقة الكتاب الجزائري بالقارئ العربي والمغاربي على حد سواءــ حسب معرفتي المتواضعة ــ مقتصرة على الصالونات العربية للكتاب (مثل معرض القاهرة.. معرض الإمارات العربية.. معرض الدار البيضاء.. وربما غيرها) والعكس بالنسبة لمعرض الجزائر الذي يصبح فيه بلدنا بوابة للكتاب القادم من كل الأنحاء..
وتابع: “ثم هناك جانب أعتقد أنه مستجد وهو توجه الكتاب الجزائريين إلى النشر بالمشرق العربي، مصر ولبنان والأردن والخليج العربي، وهذا التوجه أخذ يتسع ويتقوى حتى أن بعض دور النشر الجزائرية أصبحت تقيم شراكة مع دور مشرقية وهذه الخطوات لها نتائج جد إيجابية لاسيما من ناحيتين:- الأولى: كسر الاحتكار الذي ساد طيلة عقود متمثلا في تعامل الكتاب الجزائريين مع الغرب (فرنسا أساسا) نشرا ونقدا وترويجا الخ.. وتلك الظاهرة أبقت الكتاب الجزائري المكتوب بالعربية رهين جدران مكتبات الوطن أو خارج دورة الكتاب العالمي. والثانية: توسيع مساحة تداول الكتاب الجزائري غربا وشرقا سيما وأن مسألة ما يشبه القطيعة غير المتعمدة بين المشرق والمغرب العربيين في مجال الكتاب كانت قد اكتسبت طابع الظاهرة المزمنة ونتمنى لتقوية هذا التلاحم أن يبادر الكتاب المشارقة إلى التوجه نحو البلاد المغاربية توجها مماثلا لاسيما الانفتاح على الشراكة مع دور النشر الجزائرية.
ومحمد حيدار هو روائي وقاص جزائري.. من مواليد عام 1952 ببلدة “عسلة” ولاية “النعامة”، بدأ الكتابة في ستينيات القرن الماضي، حيث أصدر مجموعات قصصية وروايات ودراسات في التاريخ والنقد الأدبي.
وكان أول مؤلف مطبوع هو مجموعته القصصية الأولى: (خلف الأشعة) عام 1983، ثم “بكائيات عازلة للصوت”، (ديوان البكائيات)، و”شواهد النحيب”، “وفي الرواية كتب”، “دموع النغم” و”هندسة الإغواء” و”الأنفاس الأخيرة”.