ثلاثة مرشحين زاروا الجزائر خلال أسابيع…أصوات الجزائريين “ثمينة” في الرئاسيات الفرنسية

elmaouid

الجزائر- سارع المرشحون للرئاسة الفرنسية، إلى الحج نحو الجزائر لكسب ود جاليتها في حملاتهم الانتخابية، عبر وعود وكذا اللعب على وتر الذاكرة، الملف الحساس بين البلدين.

شرع إيمانويل ماكرون، أحد مرشحي الرئاسة الأوفر حظاً في فرنسا، الإثنين، في زيارة إلى الجزائر، يبحث خلالها مع المسؤولين المحليين العلاقات بين البلدين، ودعم الدولة التي تملك جالية كبيرة في باريس.

وبعث المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إمانويل ماكرون، برسائل إيجابية للجزائر، معبرًا عن الأهمية التي يوليها للجزائر، وللفرنسين من أصول جزائرية. وأشاد بنوعية العلاقات التاريخية بين الجزائر وفرنسا، التي تجسدت خلال مناسبات الفرح والحزن، داعيًا إلى كتابة “تاريخ جديد” بين فرنسا والجزائر.

وأضاف أن الجزائر وفرنسا تواجهان مشاكل مشتركة، وعلى رأسها التطرف، والاضطرابات في منطقة الساحل والشرق الأوسط، مؤكدًا على أهمية تحقيق نمو اقتصادي وتجاري متوازن بين البلدين، من خلال الاستثمار الرشيد للطاقات البديلة.

وقال إن الجزائر بلد مهم كوجهة انتخابية، بالنظر للمكانة التي يمثلها في نظر الفرنسيين، وللجزائريين المقيمين في فرنسا أيضًا. وقرر “ماكرون” زيارة الجزائر لمدّة يومين، مشيرا إلى أنّ هذه الزّيارة أمر لا غنى عنه أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسيّة.

وأضاف: “الزّيارة ضرورية لندرك في كلّ لحظة حجم وثقل الماضي، ولاعتماد خطاب تفاهمي حول أهمية المستقبل، داعيًا إلى “التجاوز من أجل بناء المستقبل”.

ويعد ماكرون (38 سنة) ثالث مرشح للرئاسة في فرنسا يزور الجزائر، خلال الأسابيع الأخيرة، بعد ألان جوبي (يمين)، وأرنولد مونتبرغ (يسار) اللذين أُقصيا في الانتخابات التمهيدية.

وماكرون، الذي تضعه استطلاعات الرأي ببلاده في مقدمة المرشحين الأوفر حظاً للفوز بسباق الرئاسة، الذي ستجرى جولته الأولى شهر أفريل المقبل، يقدم نفسه بديلاً لتياري اليمين واليسار في البلاد.

ورفض هذا السياسي الذي شغل حقيبة وزير الاقتصاد بين 2014 و2016 الترشح باسم الحزب الاشتراكي ودخل كمتسابق مستقل بعد تأسيس حركة سمّيت “إلى الأمام”.

وتملك الجزائر واحدة من كبرى الجاليات في فرنسا، حيث تشير أرقام رسمية -أعلنها سفير الجزائر السابق في واشنطن عمار بن جامع- عام 2016 إلى أن “هناك أكثر من مليون فرنسي من أصل جزائري هم معنيون حالياً بهذه الانتخابات”.

ولم تخف المترشحة للانتخابات الرئاسية في فرنسا، ماري لوبان، عداءها تجاه الجزائر. وصوبت كالعادة سهامها نحوها. ودعت، المرشحة عن حزب “الجبهة الوطنية” اليميني، المناهض للمهاجرين في فرنسا، الإثنين، في تصريحات استفزازية، إلى التعامل مع الجزائر كما يتعامل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع المكسيك.

واختارت “لوبان” العنصرية والتحامل على الجزائر خلال حملتها الانتخابية، عن طريق ملف المهاجرين الأجانب، حيث تبنت فكرة “ترامب”، ببناء جدار على الحدود مع المكسيك، زاعمة أن “مكسيك فرنسا هي الجزائر”. وقالت إن برنامجها الانتخابي يتضمن بناء “جدار” مع الجزائر، مبينة أنها لن تعتمد في ذلك على أموال دافعي الضرائب.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، الدكتور عبد العالي رزاقي، في تصريحات لموقع  “العرب اليوم”، أن “بعض المترشحين للرئاسة الفرنسية، يحاولون كسب ود الجالية الجزائرية، من خلال توجيه رسائل لطمأنتهم، خاصة وأن عدد الجزائريين المقيمين في فرنسا تجاوز مليون نسمة”.

وأوضح أن “هناك من يسعى لجس نبض السلطة الجزائرية، لأن الجزائر تصنف دائمًا من قبل المرشحين للفوز بكرسي الرئاسة الفرنسية في صدارة دول المغرب العربي، بالنظر إلى التاريخ المشترك الذي يجمع البلدين، ففرنسا دائمًا تعتمد على مستعمراتها القديمة في الاستحقاقات الرئاسية”.