حقق ليفربول مراده وأحرز لقب كأس العالم للأندية، بعد فوز شاق ومتعب على فلامنغو بهدف نظيف، لكن ما كان يعتقده البعض أنه نزهة شتوية في أراض دافئة للفريق الإنجليزي، تبين أنه مشوار حافل بالعقبات.
احتاج ليفربول لشوطين إضافيين من أجل تخطي منافسه البرازيلي، بعدما انتهى الزمن الأصلي بالتعادل السلبي، في مباراة شهدت ندية بين الفريقين، وكان بإمكان نتيجتها أن تؤول إلى أي من الطرفين.
الفريق الإنجليزي أشرك تشكيلة شبه مثالية، لكنه وجد صعوبات جمة أمام منافس برازيلي أراد التتويج مهما كان الثمن، وفي النهاية، فإن 3 عوامل مهمة أهدت اللقب إلى ليفربول.
العامل الأول تمثّل في التألق المميز لحارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر الذي تصدى لمجموعة من الفرص الخطيرة على مدار شوطي المباراة الأصليين.
كما لعبت خبرة التعامل مع الأمور في الأوقات الحاسمة، دورا في غاية الأهمية بالنسبة إلى ليفربول، فتجلت لدى فيرمينو وصلاح وماني وهندرسون في اللحظات المهمة، وهذه الخبرة افتقدها لاعبو فلامنغو المتحمسون، خصوصا أمام مرمى الخصم.
العامل الثالث كان أكثر أهمية بالنسبة إلى ليفربول، وهو الجانب البدني، فلم يتوقف لاعبو الفريق الإنجليزي عن الركض في أنحاء الملعب طوال اللقاء، في وقت شعر فيه نجوم فلامنغو بالتعب، خصوصا في الشوطين الإضافيين.
اعتمد فريق المدرب الألماني يورغن كلوب، على طريقة اللعب 4-3-3، فعاد المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك إلى التشكيل الأساسي بعدما غاب عن لقاء نصف النهائي أمام مونتيري للإصابة، وشكل مع جو غوميز ثنائيا دفاعيا في العمق، بإسناد من الظهيرين ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون.
وأدى جوردان هندرسون دور لاعب الارتكاز، فيما تحرك أمامه كل من أليكس أوكسليد تشامبرلين ونابي كيتا، مقابل الاعتماد على الثلاثي المعتاد محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو.
من أبرز عيوب ليفربول في اللقاء، غياب خط الوسط عن دوره في القيام بربط الخطوط، فكان الحمل ثقيلا على هندرسون الذي تميز بالتمريرات الطويلة الدقيقة عندما فشل زملاؤه في اقتحام ملعب الخصم، مقابل دور محدود للثنائي كيتا وتشامبرلين، وهو ما أدى لتلقي ثلاثي الهجوم كرات قليلة.
لكن الدفاع كان مميزا للغاية، وأتت الشراكة بين فان دايك وغوميز ثمارها، وكان واضحا أيضا أن ليفربول يكثف الاعتماد على الناحية اليمنى لاستغلال التفاهم بين ألكسندر أرنولد وصلاح، في وقت قدم فيه روبرتسون أداء دفاعيا، ولم يتقدم إلى الأمام إلا ما ندر.
وكان لا بد من الاعتماد على القدرات الفردية لثلاثي الهجوم، من أجل حسم النتيجة وتجنب الركلات الترجيحية، وهو ما حدث تماما، مع استثمار انخفاض ملموس في لياقة لاعبي فلامنغو، وعدم قدرتهم على الاحتفاظ بالتماسك المطلوب.