تيس الظهيرة

elmaouid

كنت صغيرا عندما سمعت اسمه لأول مرة، كانت أمي رحمها الله تقول لي مع إخوتي: – إياكم يا أولاد أن تزعجوا والدكم في قيلولته، دعوه ينام في سكينة وهدوء… فيرد عليها أحد إخوتي: حاضر يا أمي! لكن أمي تستطرد قائلة: لقد سمعت عن مجيء “عتروس الڤايلة” فاحذروا عند القيلولة وإلا طردتكم إلى الشارع!!! كانت فرائسنا ترتعد كلما سمعنا اسمه، رغم أننا لم نره أبدا… كان تيس الظهيرة يرعبنا، نخاف منه، نرتعد وكنت أظنني وحدي من يخافه ومعي إخوتي، ورغم أنه اسم فقط إلا أنه كان يخيفنا، كل رفاقي في الحي يعرفونه ويخافونه أيضا، وما إن كبرت واشتد عودي حتى علمت أن كل أبناء جيلي يعرفونه ويخافون منه، هو القاسم المشترك بيننا… تيس الظهيرة لم يظهر بعد ولم يره واحد منا إلا أنه ربى جيلا كاملا على طاعة الوالدين وعلى الخلق النبيل… كنت أسرد الحكاية على أبنائي لكنهم استغربوا الحكاية …. كانت ابنتي الصغرى تصغي لها فقالت: يا أبتي أريد أن أراه!! فأجبتها: لا أظن يا ابنتي… فقالت: ليته يعود من جديد يا أبي لتعود الخصال الطيبة وترجع البسمة على الوجوه ونستطيع أن ننام ملىء جفوننا، فأنتم جيل رباه تيس لم يظهر على أديم الأرض.. جيلكم يا أبتِي لن يتكرر وإن عادت السنون بتيس جديد.. فتلك قصة أخرى… فالماضي أبدا لن يعود.

حركاتي لعمامرة.