تعاطف شعبي واسع في تونس مع القضية الفلسطينية، وتنديد بالعدوان الصهيوني على قطاع عزة، فاتسعت الدعوات المطالبة بعرض قانون تجريم التطبيع على البرلمان والمصادقة عليه، واتخاذ قرارات فعلية تخرج من دائرة التنديد والبيانات التي اعتبرت لا معنى ولاقيمة لها.
فقد تواترت التعليقات من شخصيات فاعلة في الرأي العام الوطني تتطالب الرئاسة والخارجية التونسية بالعمل أكثر على دعم القضية الفلسطينية والتحرك الفاعل، واستنكرت عدة أطراف ضعف الدبلوماسية التونسية.
وجدد عدد من الكتاب والسياسيين المطالب بإحياء مشروع قانون التطبيع وعرضه على البرلمان للمصادقة عليه.
فقد تساءل المستشار السابق في الرئاسة التونسية عدنان منصر في تدوينة له على صفحته موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الاحد: “علاش (لماذا) قيس لن يقدم مشروع قانون لتجريم التطبيع؟
وأضاف: “تونس في مجلس الأمن، في العدد المحدود من المبادرات إلي قامت بها لحد الآن، تنسق مع الفرنسيين بصفة شبه مستمرة، يعني كيما تقول أنت، وهذا خلي نقولوه من دون أي مداراة، تحت نوع من “الوصاية” الفرنسية”.
أما الكاتب والإعلامي حبيب بوعجيلة، فقد انتقد أيضا الآداء الضعيف لتونس في مجلس الأمن، وكتب على صفحته قائلا: “الآداء الديبلوماسي لتونس ممثل العرب في مجلس الأمن هو آداء ضعيف وغير مهني ومفوت تاريخيا ولا يليق بتونس الديمقراطية مهد الثورة… بالدليل العقلاني والمتاح قانونيا مش بالثورجية والشعبوية… فضايح..”.
من جهته اكتفى الكاتب المعز الحاج منصور بالقول: “بيان خجول تصدره رئاسة الجمهورية بخصوص فلسطين.. بيان هزيل، منسحق، خائف.. قيس سعيد يتخلى عن صرامته ضد التطبيع.. ويغرق في الديبلوماسية”.
الكاتب طارق الكحلاوي قال في تدوينة على صفحته على الفيسبوك: “مشروع قانون تجريم التطبيع الثالث. هذا الأخير تم تقديمه من قبل الكتلة الديمقراطية في دورة برلمان 2019… هناك مشروع أول قدمته كتلتي المؤتمر/ وفاء في المجلس التأسيسي.. وآخر قدمته كتلة الجبهة الشعبية في برلمان 2014… جميع المشاريع انتظرت في الرفوف ورفضت الأغلبية حتى الآن طرحها للنقاش حتى في اللجان… انشالله المرة هذي يحشمو على رواحهم… دعم فلسطين مش كوفية وتصويرة بروفيل.”.
أما النائب في البرلمان التونسي عن ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي فقد كتب قائلا: “تواترت تصريحات الأمريكان بأنّ تونس ومصر من بين البلدان القادرة على الدّفع نحو التّهدئة في فلسطين”.
وأضاف: “هذه التّصريحات لا تريحني أبدا، وهذا الرّبط بين تونس ومصر، ثمّ بين تونس والتّهدئة مريب ومخيف! عندما نعرف الدّور القذر الّذي تقوم به مصر السّيسي دائما في كلّ مواجهة مع غزّة وفي خنق المقاومة”.