توقعات بإصابة 30 بالمائة من السكان مستقبلا, السكري.. “يفتك” بـ 5 ملايين جزائري

توقعات بإصابة 30 بالمائة من السكان مستقبلا, السكري.. “يفتك” بـ 5 ملايين جزائري

تشير إحصائيات داء السكري بالجزائر إلى إصابة ما يقارب 5 ملايين جزائري، أي بنسبة 15 بالمائة من العدد الإجمالي للسكان، وهو رقم مخيف مرشح للارتفاع -حسب الأخصائيين- بسبب النظام الغذائي المتبع إلى جانب عوامل أخرى قد تجعل منه العامل رقم 3 لعدد الوفيات في البلد.

يحذر المختصون من المنحى التصاعدي لداء السكري بالجزائر، حيث تم تسجيل 30 ألف إصابة سنوية بمعدل 15 مصابا في كل 100 شخص، ومن بين هذه الإصابات تم إحصاء 3 آلاف إصابة متعلقة بالأطفال، وحسب دراسات الأساتذة فإن هذا التطور الملحوظ في المرض يرهن الأمن الصحي للجزائريين، خاصة في ظل تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى إصابة 30 بالمائة من الجزائريين بالداء مستقبلا، في حال لم يتم التقيد بإجراءات الوقاية اللازمة.

ويعود السبب الرئيسي -حسب تحليلات الأخصائيين- إلى النظام الغذائي المشبع بالدهون والفقير بالألياف التي تساعد على حفظ نسبة الغلوكوز في الدم في مستوياته الطبيعية، إلى جانب قلة الحركة والنشاط، بعدها تأتي العوامل الوراثية، ويواجه المرضى بهذا الداء مضاعفات خطيرة قد تصل إلى بتر أحد الأطراف إلى جانب فقدان البصر وكذا الضغط الدموي، الذي يصاب به حوالي 75 بالمئة من المرضى، وهو ما يستدعي تكثيف إجراءات الوقاية والكشف المبكر، الذي يحول دون تطور المرض أو الإصابة به من الأساس.

كما تطارد الجلطات الدماغية المصابين بالداء، حيث تحولت إلى احد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاة -حسب الأطباء -الذين أكدوا على وجود علاقة مباشرة بين المرض والجلطة القلبية نتيجة الارتفاع المزمن لنسبة السكري في الدم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل أصبحت كورونا تهدد المرضى أيضا، إذ يؤكد هؤلاء أن مرضى السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ويستهدفهم مباشرة كما قال -رئيس مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى سعادنة عبد النور بسطيف “رشيد مالك”- مضيفا أن فيروس _كوفيد 19_ قد يسبب السكري لبعض الحالات، قائلا: _أن الكثير من مرضى السكري لا يأتون للمستشفى إلا بعد فوات الأوان، أين يتمكن منهم الفيروس وتصبح حالتهم خطيرة_، داعيا إياهم إلى المشي يوميا على الأقل 30 دقيقة، بالإضافة إلى الالتزام بارتداء الكمامة وتجنب الاختلاط مع الغير.

وزيادة على التعقيدات الصحية التي تواجه المرضى، يتكبد هؤلاء أعباء مالية كبيرة، كون مصالح الضمان الاجتماعي لم تعتمد بعض التركيبات الدوائية الفعالة، كالحقن البديلة للأنسولين التي أنتجتها بعض المخابر الأجنبية الرائدة في صناعة أدوية السكري في الجزائر، ما يحرم نسبة كبيرة من مرضى السكري من استعمالها لارتفاع أسعارها إلى جانب عدم تعويض الأدوية الجديدة التي دخلت خلال السنوات الأخيرة، كما تعد أجهزة وشرائح قياس نسبة السكري في الدم أكبر هاجس للمرضى بالنظر إلى كونها قد تتسبب في تدهور صحة المريض بسبب معطياتها الخاطئة وغير الدقيقة.

للإشارة، فإن نسبة الإصابة بداء السكري لدى الأطفال في الجزائر، قدرت حسب دراسات قام بها أساتذة متخصصون بحوالي 30 حالة جديدة سنويا لكل 100 ألف طفل، وهذا الداء في تزايد مستمر يقول -رئيس جمعية داء السكري فيصل اوحادة -فقبل حوالي 20 سنة كانت الجزائر تحصي زهاء 500 طفل يصاب بالسكري سنويا، وحاليا يقدر عددهم بأزيد من 3000 طفل سنويا على المستوى الوطني، ووفقا للدراسات الحديثة التي أجريت بوهران وقسنطينة، فإن نسبة الإصابة بالسكري عند الأطفال هي مصاب واحد لكل 500 طفل.

وكان أولياء الأطفال المصابين بالداء قد رفعوا نداء استغاثة إلى المصالح العليا، وعلى رأسها وزارة الصحة للتدخل من أجل توفير مضخة الأنسولين ليستخدمها أبناؤهم المرضى بدل الوخز بالإبر التي أنهكت أجسادهم النحيلة، وقد قالت إحدى الأمهات إنها تعاني كثيرا وأكثر من معاناة ابنها المصاب عندما تضطر إلى وخز جسمه الصغير بالإبر في كل مرة، وعليه تطالب بتوفير جهاز “الفري ستايل” بالمجان، كباقي الدول التي توفره لمرضاها عكس بلدنا التي تبيعه بأثمان باهظة تفوق القدرة الشرائية للعائلات.

ل. ب