شارك في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 أكتوبر الجاري الشاعر ورئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان في مهرجان المنصورة عاصمة الفنون 2018 في طبعته الأولى. وعن المشاركة الجزائرية في هذا
المهرجان وأمور أخرى، تحدث توفيق ومان من مصر لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
* ماذا تقول عن مشاركة الوفد الجزائري ممثلا في شخصكم والفنانة دنيا والفنان التشكيلي قادة صبان في مهرجان المنصورة بمصر؟
** والله كانت مشاركة ناجحة جدا ومنفردة والتميز كان واضحا للعيان وكان كل من مثّل الجزائر متألقا في ميدانه.. دنيا الجزائرية ألهبت القاعة بأغانيها الرائعة والفنان التشكيلي قادة صبان قدم أروع لوحاته.
* قرأت العديد من نصوصك الشعرية على الحضور في هذا المهرجان، ألم تجد صعوبة في إيصال رسائلك؟
** أكيد يفهمون ما أقوله وكانوا يتمتعون بالنصوص الشعرية التي قدمتها في مختلف الأمسيات بهذا المهرجان لأنني أعتمد دائما على التبسيط واللغة الثالثه القريبة للغة الفصحى، كما أن المطربة إيمان بن يحيى المغربية أُعجبت كثيرا بالنصوص التي قدمتها وطلبت قصائدي لغنائها.
* وهل وافقت على طلبها؟
** أكيد، كما ستعيد أغنية “يا من كنت على عذابي ناوية” التي لحنها وغناها شقيقي فؤاد ومان.
* النصوص الشعرية التي قرأتها خلال مشاركتك في هذا المهرجان، كيف تم اختيارك لها؟
** أنا لا أختار نصوصي مسبقا، بل حتى أذهب إلى القاعة وأعرف نوع الحضور وهناك أقرر القصائد التي أقرأها، وفي ثلاث أمسيات التي قدمتها في مهرجان المنصورة عاصمة الفنون قرأت حوالي عشرة نصوص بين الحداثي والكلاسيكي وبين الغزل والسياسة.
* وأي المواضيع استحسنها الحضور أكثر الغزل أم السياسة؟
** بكل صراحة لا فرق بين الغزل والسياسة، لكن الشيء الملاحظ أن نصوصي السياسية أثرت في الحضور كثيرا خصوصا التي تحكي عن وضعنا العربي الحالي كأنني أسقيتهم بعد عطشهم، وكان الحضور يهنئني على النصوص والجرأة التي أقرأ بها عن وضع عربي مهترئ.
* التقيت بالعديد من المبدعين العرب من مختلف مجالات الإبداع الأدبي، كيف كان اللقاء بينكم، وهل ناقشتم الوضع الأدبي في مختلف البلدان خاصة العربية؟
** أكيد الشيء المميز في هذا المهرجان هو تنويع المجالات الإبداعية الحاضرة، فهناك رسامين، مطربين وشعراء الزجل والفصيح، وتطرقنا إلى العديد من المواضيع في جلسات مفيدة جدا حول الوضع العربي والذي نتأسف عليه، لأن تأثير الشأن السياسي والوضع المزري الذي تعيشه معظم الدول العربية كان سلبيا في كل المجالات، ومنه الوضع الثقافي ومع ذلك صمود المثقفين العرب والتحدي واستمرارهم في إبداعهم بكل جرأة وإيصال صوتهم لكل العالم.
* بصراحة ماذا يعرف الحضور خاصة من المثقفين والفنانين من مختلف الدول العربية عن الثقافة الجزائرية؟
** لا نستطيع تقييمهم، لأن هناك من يعرف الكثير عن الثقافة الجزائرية ويعرفون مثقفيها، وهناك القليل الذي لا يعرف شيئا عن الجزائر وهذا سببه ليس الجزائر بل يكون المبدع جديد الانتشار ولم يزر الكثير من الدول، لأن الكل في الجزائر منذ زمن بدأوا ينتشرون في كل الدول العربية ويشاركون في مهرجانات خارج الوطن، وهذا ما ساعد الآخرين على التعرف عن الثقافة الجزائرية.
* لكن الأغلبية يفضلون الدعوات الرسمية؟
** أكيد، لأن الشعراء والمبدعين كلهم متوسطو الحال ويفضلون الدعوات الرسمية
وتوفير لهم التذاكر ومنح لأنه حاليا في معظم الملتقيات أصبح المبدع يقوم بشراء تذكرته والاعتماد على نفسه.
* وحتى في الجزائر للأسف أغلب المهرجانات والملتقيات التي تقام، يطلب من المشاركين التكفل بالنقل والأكل والمبيت بحجة التقشف مقابل المشاركة في المهرجان؟
** لا أوافقك في هذا الطرح، لأن من بدأ بهذا الأمر هم الدول الأخرى وكانت الجزائر تدعو الضيوف وتوفر لهم كل شيء وعدة دول عربية بدأت بهذا الفعل، ولذا أصبحت ملتقيات الجزائر تتعامل بالمثل، فمثلا الملتقى العربي للأدب الشعبي الذي أنا مشرف عليه كنت أوفر للمشاركين والضيوف تذاكر الطائرة والمنح وكل شيء، ولكن لاحظنا أن الملتقيات العربية لا توفر لنا النقل، ومن هنا أخذنا قرارا مفاده بألا نوفر لهم النقل.
* ما تقييمك لهذه الطبعة من مهرجان المنصورة، وهل ترى ضرورة استمرارها؟
** طبعا ضروري الاستمرار فيها، وهذه الطبعة الأولى من المهرجان كانت ناجحة عموما، ونأمل أن تكون الطبعة الثانية أقوى من هذه الطبعة من ناحية المشاركين والتنظيم.
* ماذا أضافت لك هذه المشاركة؟
** طبعا في أي مشاركة وفي أي مكان في الدول العربية كان الهدف هو التعرف على أصوات جديدة، كما أن المبدعين العرب يكتشفون من هو توفيق ومان، هناك من يعرفني عن طريق نصوصي لكن لا يعرفني شخصيا، وكان الحضور يستمتع بنصوصي الشعرية وهناك من يريد اكتشاف الشعر الجزائري وطبوعه، كما أنهم يستفيدون كذلك من خبرتي في العديد من الأمور.