يقبل المواطنون هذه الفترة بكثرة على عملية التلقيح ضد فيروس كورونا خاصة بعد ارتفاع حالات الإصابة بعدة مناطق، وذلك بعد الحملة الإعلامية التي أطلقتها وزارة الصحة مع توفير عدد كاف من الجرعات.
وقد فتحت وزارة الصحة – بعد استلامها لعدد معتبر من اللقاحات- كل الهياكل الصحية عبر الوطن إلى جانب نصب خيم بالساحات العمومية وإطلاق العملية ببعض المؤسسات العمومية والخاصة على غرار الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء وأمام المساجد.
جهود السلطات يقابلها استحسان المواطنين
واستحسن مواطنون هذه العملية بعد تخوفهم وعزوفهم عن التلقيح بسبب ما روجت له شبكات التواصل الاجتماعي حول الأعراض الجانبية للقاحات التي اقتنتها الجزائر، بالرغم من أن المركز الوطني لليقظة الصيدلانية لم يسجل حسب مديرته العامة “أي أعراض خطيرة على الصحة العمومية”.
فبمدخل مصلحة التلقيح بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا، كان طابور من النساء والرجال من جميع الأعمار ينتظر التسجيل للاستفادة من العملية.
وأوضح المشرف على المصلحة، سليم باشا، أن هذه الأخيرة تقدم قرابة 150 لقاحا يوميا وهي “قادرة على اجراء بين 300 إلى 400 لقاح يوميا في صفوف المواطنين ومستخدمي المؤسسة وذويهم ولكن نقص الموارد البشرية من طواقم طبية وشبه طبية حال دون ذلك”.
وبالخيمة التي تم نصبها بساحة أول ماي بمحاذاة مستشفى مصطفى باشا، فإن عدد المقبلين على عملية التلقيح بهذا الفضاء -الذي يعمل من الساعة 8 صباحا إلى 18 مساء- يزداد يوميا، حسب نائب مدير بمؤسسة الصحة الجوارية لسيدي أمحمد، الدكتورة نادية دجيلي، التي أكدت في تصريحها أنه استفاد من هذه العملية بين 200 و300 مواطن من جميع الأعمار يوميا في الأسبوع الأول من شهر جويلية.
وقد تفاوت عدد الأشخاص المقبلين على اللقاح حسب الدكتورة دجيلي التي وصفت ظروف العمل بـ “الصعبة للغاية” خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين الذين يضطرون للانتظار واقفين لفترة طويلة تحت درجة حرارة مرتفعة وضيق المكان خلال مدة المراقبة الطبية التي تلي عملية التلقيح، داعية السلطات العمومية إلى تزويد هذا الفضاء بالوسائل اللازمة من حيث الكراسي وخيم أخرى لتسهيل المهمة على المواطنين والفرق الطبية.
وأضافت في هذا الإطار أن “الجميع يهدف إلى انجاح هذه الحملة للوقاية من العدوى خاصة وأن بعض المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب عدد المصابين الذي يتزايد يوميا”.
وعبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لهذه العملية وتوفير اللقاح، حيث قالت السيدة زينب ذات 50 سنة إنها في بداية ظهور الفيروس كانت متخوفة من الاصابة وبعد اقتناء اللقاح كانت متخوفة من الأعراض الجانبية له بسبب الإشاعات التي بثتها شبكات التواصل الاجتماعي، واليوم أصبحت، كما قالت، متخوفة من التعرض إلى الإصابة بعد تغير الفيروس وظهور سلالات جديدة.
وعبر سليمان صاحب 79 سنة عن ارتياحه لتوفير اللقاح وتوسيعه الى كل مؤسسات الصحة الجوارية بعد أن كان يستفيد منه الأشخاص الذين سجلوا أنفسهم عبر المنصة الرقمية فقط، واصفا هذه العملية (التسجيل) “بالمعيقة بالنسبة له كشخص لا يحسن القراءة والكتابة واستعمال الوسائط الحديثة”.
مطالب بفحوصات ما قبل التلقيح
واشتكى بعض المواطنين من عدم خضوعهم للفحوصات اللازمة قبل الاستفادة من اللقاح على غرار قياس ضغط الدم ونسبة الأكسيجين وبعض الاستفسارات المتعلقة بإصابة الشخص ببعض الأمراض المزمنة وفترة التعرض إلى الإصابة بفيروس كورونا.
وبمصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية حساني اسعد لبني مسوس، قالت رئيسة المصلحة، البروفيسور روزة بلقايد، إن المصلحة تقوم بقرابة 100 لقاح يوميا بعد تسجيل عدد معين من الأشخاص من جميع الفئات العمرية إلى جانب مصلحة طب العمل التي تتكفل بحوالي نفس العدد يوميا.
كما تقوم ذات المصلحة التي تعتبر مركزا دوليا معتمدا للقاحات إلى جانب التلقيح ضد فيروس كورونا، بلقاحات أخرى ضد الأمراض المعدية كالديفتيريا والحمى الصفراء، حسب ذات المسؤولة.
وأكد رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بسطاوالي، الدكتور عدلان قنديل، أن المصلحة تشرف على عملية التلقيح بعدة بلديات من بينها معالمة والرحمانية وسويدانية أين يستفيد بين 900 و1200 مواطن يوميا من اللقاح بعد تسجيل أنفسهم في القائمة.
وبخصوص التنظيم بصفة عامة، قال ذات المسؤول إن الفضاءات التي نصبت بها خيم على سبيل المثال بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله “لم يحترم أصحابها أدوارهم وشهدت بعص المناوشات بين المواطنين والأسلاك المشرفة على حملة التلقيح”، معبرا عن أسفه لمثل هذه السلوكات في الوقت الذي يتوفر فيه اللقاح ويتسع المكان للجميع.
ق. م