توجيهات حول الصلاة في البيوت في زمن كورونا

توجيهات حول الصلاة في البيوت في زمن كورونا

إن الكثيرٌ من الآباء والأزواج والإخوة سيكونون هذا العام أئمةً محتسبين في بيوتهم، بعد تعليق الصلاة في المساجد بسبب انتشار فيروس كورونا، وربما بعضهم سيكون إمامًا لأول مرة، لذا كانت هذه التوجيهات، وأسأل الله أن ينفع بها:

– أخي الكريم، احرِص رعاك الله دائمًا على أمرين مهمين لا يسمى العمل عملًا صالحًا بدونهما، أو بدون أحدهما، ولا يُقبل العمل بدونهما، وهما الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

– احرِص في صلاتك في البيت وفي إمامتك لأهل بيتك على الآتي: ترغيب أهل البيت خاصة الشباب والشابات الذين ربما بعضهم لأول مرة سيحافظ على صلاة التراويح، فرغِّبهم في فضيلة رمضان صيامًا وقيامًا وتلاوة وصدقة بذكر الأدلة في ذلك؛ مثل الآتي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه” متفق عليه.

– أعلَم أنك ترغب في إطالة التراويح وختم القرآن فيها، وتتلذذ بذلك، ولكن من باب ترغيب أهل البيت حتى يتشجعوا ويحافظوا على التراويح إلى آخر الشهر، اختصِر في صلاتك بهم اختصارًا غير مخلٍّ.

– علِّمهم تعظيم شهر رمضان، وأن تعظيمه من تعظيم الله سبحانه الذي عظمه بفرض صيامه، وبإنزال القرآن فيه، وبجعْل صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا مكفرًا للذنوب.

– كنْ قدوة حسنة لهم بحرصك الشديد على الاستفادة من الشهر صيامًا وقيامًا وصدقة وتلاوة وأخلاقًا.

– كنْ قدوة لهم بعدم الانشغال بوسائل التواصل والقنوات، وكل الصوارف عن الانتفاع من هذا الشهر، أو تحديد أوقات محدودة للاطلاع على النافع في وسائل التواصل.

– كثيرٌ من الناس يفرِّطون في ليالي رمضان، والجيد منهم من يقرأ القرآن نهار رمضان، وعدم العناية بالتلاوة ليالي رمضان هو خلاف السنة النبوية؛ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ؛ رواه البخاري. ولاحظ أن المدارسة كانت ليلًا، وهذا يعني فضيلة تلاوة القرآن ليالي رمضان.

وفي الأخير لا تنشغل بالتوجع على عدم صلاة التراويح في المساجد، وارضَ بما قدَّره الله سبحانه، والمخلص لا يَمنعه من العبادة والتلذذ بها، بل ربما يحصل لك المزيد من الإخلاص والخشوع. حفِظكم الله وأعانكم على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، وكشَف الله عنا الوباء.