توتي ملك روما.. مسيرة حافلة وأسطورة لن تتكرر

elmaouid

لعب النجم الإيطالي المخضرم فرانشيسكو توتي مباراته الأخيرة مع فريق روما، الأحد، وساهم في الفوز 3-2 على الضيف جنوة في الجولة 38 والأخيرة من الكالتشيو. 

وحل صاحب الـ40 عاما كبديل للنجم المصري محمد صلاح في الدقيقة 54، قبل أن يوجه خطابا وداعيا مؤثرا لجماهير الجيالوروسي الحاضرة بملعب الأولمبيكو عقب اللقاء.

وكان عمر توتي 16 عاما فقط عندما ظهر لأول مرة مع فريق روما الأول تحت قيادة المدرب فوغادين بوسكوف وحقق الفوز 2-0 على بريشيا في مارس 1993.

وبدأ توتي في الحصول على المزيد من الثقة والمشاركات مع الفريق الأول، قبل أن يصبح أيضا أكثر ثقة أمام المرمى وسجل أول هدف له مع روما في سبتمبر 1994 في التعادل 1-1 مع فوجيا.

واستغرق الأمر بعض الوقت لإقناع الناخبين الوطنيين بأن لدى توتي ما يؤهله لتمثيل الأزوري، لكنه في نهاية المطاف شارك لأول مرة مع المنتخب الوطني في تصفيات يورو 2000 ضد سويسرا في أوديني.

في تجربته الأولى تحت الضغط في مباراة دولية كبيرة، استجاب توتي بأفضل طريقة ممكنة، حيث ساعد بتسجيله ركلة ترجيح في تجاوز إيطاليا لهولندا والتأهل للنهائيات.

في موسم 2000 – 2001، كان توتي نجم روما حينما فاز الجيالوروسي بأول لقب دوري إيطالي لهم منذ عام 1983، كما سجل واحدا من الأهداف في الفوز الحاسم للقب 3-1 على بارما.

وكانت الخسارة 2-1 أمام كوريا الجنوبية في كأس العالم 2002 واحدة من أسوأ الأيام في تاريخ كرة القدم في إيطاليا، وأصبح الحكم بايرون مورينو عدوا للبلاد عن طريق طرده توتي بداعي تمثيله السقوط في منطقة الجزاء.

واستمرت مشاكل توتي على المستوى الدولي في عام 2004 عندما انتهت مشاركته في بطولة أوروبا في وقت مبكر بعد أن شوهد وهو يبصق على الدانماركي كريستيان بولسن في افتتاحية المجموعة، وجاءت العقوبة بالإيقاف ثلاث مباريات، ولكن إيطاليا خرجت بعد مباراتين في وقت لاحق.

وبلغ التنافس بين لازيو وروما مستويات غير متوقعة في واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ الديربي في عام 2004، ونجح توتي في نهاية المطاف في إقناع المسؤولين بإيقاف المباراة بعد التشاور مع الأولتراس وسط تقارير عن وفاة مشجع شاب.

وفي الوقت الذي بدا فيه أنه قد بلغ ذروته قبل نهائيات كأس العالم 2006، تعرض توتي لإصابة خطيرة بعد تداخل عنيف مع لاعب إمبولي ريتشارد فانيجلي، ليتعرض لكسر في الكاحل جعله في سباق مع الزمن ليكون جاهزا للبطولة الصيفية.

وعاد توتي في الوقت المناسب للبطولة، وتألق في لحظة حاسمة ضد أستراليا في دور الـ16، وبينما ايطاليا تلعب بـ 10 لاعبين، فاز الأزوري بركلة جزاء لتوتي في الوقت القاتل.

وعلى الرغم من أن توتي لم يستمر سوى ساعة واحدة في الفوز على فرنسا في نهائي المونديال الألماني، إلا أنه حقق حلمه في رفع كأس العالم مع إيطاليا، وفي الحقيقة لم يعرف أحد في ذلك الوقت، أن الستار قد أغلق على مسيرته الدولية في تلك الليلة التاريخية.

جاء قرار توتي بتركيز اهتمامه على روما بنتائج جيدة، حيث أنه في الموسم التالي كان الهداف الأبرز في كرة القدم الأوروبية برصيد 26 هدفا في الدوري ليتوج بالحذاء الذهبي.

توتي سجل هدف فوز لا ينسى ضد جوفنتوس في سن الـ36 في فيفري 2013، والمدهش أن هدفه جاء في نفس اللحظة التي ضرب فيها زلزال بقوة 4.8 درجة العاصمة، ولكن كان توتي هو من يهز ملعب الأوليمبيكو!.

سجل أسطورة روما هدفه الأول على أرض إنجليزية في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي، ليصبح أيضا الهداف الأكبر سنا في تاريخ دوري أبطال أوروبا بعمر 38.

وفي سن الـ 40، لعب توتي مباراته الأخيرة مع روما ضد جنوة ليسدل الستار على مسيرة 25 عاما حافلة لم يلعب فيها سوى لنادي روما الذي عشقه منذ الطفولة.