شهدت مختلف بلديات ولاية تيزي وزو التي تضررت بفعل الحرائق التي اندلعت مؤخرا، هبة تضامنية كبيرة من أجل مساعدتها على النهوض من جديد، وذلك امتدادا للزخم التضامني المتواصل مع المنكوبين.
فقد أبى المتعاملون الاقتصاديون وأهل الخير وأصحاب المشاتل والجمعيات سواء من تيزي وزو أو من أماكن أخرى من الوطن، إلا أن يساهموا في مجهود إعادة بعث الحياة في تلك المناطق، وتعويض الخسائر التي تسببت فيها الحرائق التي شملت 45 بلدية من بين 67 التي تحصيها الولاية.
الخواص يلتحقون بالركب
وعلاوة على الإجراءات التي أقرتها الدولة وأعلن عنها الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، خلال زيارته إلى تيزي وزو للاطلاع على الوضعية والالتقاء بالمتضررين، منها إنشاء صندوق خاص لتعويض ضحايا جميع المناطق، هناك مبادرات الخواص الذين يريدون التضامن مع منكوبي هذه الولاية.
ويتجلى ذلك من خلال ملبنة خاصة من بجاية التي ساهمت من قبل في التكفل بمرضى كوفيد 19ـ باقتناء 20 مكثفا للأكسجين لفائدة مؤسسات استشفائية بتيزي وزو وولايات أخرى، والتي التزمت هذه المرة “بتقديم مساعدة مالية من شأنها المساهمة في اعادة تشكيل قطعان الأبقار وترميم الاسطبلات ومخازن العلف” للمربين المتضررين، حسب ما جاء في بيان لهذه الوحدة للصناعات الغذائية.
كما قامت وحدة أخرى للصناعات الغذائية من بجاية كذلك، بالاستجابة لنداء استغاثة من مربي حيوانات من تاوريرت خلاف من بلدية آث يني، الذي فقد جميع قطيعه في هذه الكارثة، حيث أرسلت فريقا تقنيا للمساعدة على اعادة بناء اسطبله وتجديد قطيعه.
أما متعامل آخر من ولاية الجزائر ينشط في مجال البناء، فقد تكفل بإعادة ترميم العيادة متعددة الخدمات بآث يني، التي تضررت جراء الحرائق وقام فريق من هذه المؤسسة بإعادة تأهيل هذا الهيكل الصحي من أجل جعله عمليا في أقرب وقت ممكن ويستطيع استقبال مرضى كوفيد19.
كما تم الاعلان عن مبادرات للتشجير من قبل أصحاب مشاتل وجمعيات بيئية وخواص الذين اقترحوا توفير شجيرات (أشجار مثمرة وغابية) لإعادة غرسها في المناطق التي أتت عليها النيران.
النساء ينهضن من ركام الكارثة
في هذا الصدد، قامت نساء من منطقة بوزغن بغرس أشجار زيتون من أجل تشجيع
وحث البلديات الأخرى على النهوض من ركام الكارثة التي ألمت بهم بسبب الحرائق،
والشروع في العمل من أجل إعادة الحياة للبساتين المتضررة.
وتتواصل عملية تقييم خسائر الحرائق التي شرعت فيها مصالح الولاية تحسبا لتعويض المتضررين، حيث كان الوزير الأول قد طمأن الضحايا بتعويضهم عن جميع الخسائر التي تعرضوا لها.
قوافل متتابعة للشاحنات
تتواصل قوافل الشاحنات نصف المقطورة والعربات المحملة بالمساعدات والهبات لمنكوبي ولايات تيزي وزو التي شهدت حرائق مهولة، تصل من مختلف مناطق الوطن لترسم بذلك أبهى صور التضامن والأخوة والوحدة بين الجزائريين.
في هذا الصدد، صرح سائق شاحنة نصف مقطورة محملة بمواد غذائية على مستوى ذراع بن خدة (غرب تيزي وزو) قائلا: “تؤكد هذه الهبة التضامنية قوة رابطة الأخوة بين الجزائريين”، مشيرا الى أن هذه المواد تم جمعها بولاية تيسمسيلت بفضل مبادرة مواطنة.
وتشهد ولاية تيزي وزو وصول مئات الشاحنات المحملة بمواد غذائية (مياه وحبوب جافة وعجائن غذائية وسكر وطماطم وزيتون معلب) وأفرشة وألبسة إضافة إلى مواد صيدلانية، قادمة من مختلف ولايات الوطن من أجل تقديم المساعدة للعائلات المنكوبة جراء الكارثة البيئية غير المسبوقة التي سببتها عشرات الحرائق “الإجرامية”، حسب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
من جهته، أرسل بنك “سوسييتي جينرال” الجزائر كمية هامة من الأدوية انطلاقا من العاصمة الجزائر.
فحسب الأمين العام للبنك، مقمون عبد المالك، فإنه ينتظر وصول شحنات أخرى من الأدوية إلى المدينة خلال الأيام القادمة.
أما الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري أحمد ميزاب فقد أشار إلى أن الهلال أرسل، منذ اليوم الأول من الكارثة، 340 طنا من المواد الغذائية نحو تيزي وزو التي اجتاحتها الحرائق.
وتابع بالقول “لقد تكفلت اللجان الولائية للهلال الأحمر الجزائري بالأمر والمساعدات تصل بأعداد كبيرة إلى تيزي وزو”.
وأكد السيد ميزاب أنه بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والأدوية والخيام والأغطية، فقد أنشأ الهلال الأحمر الجزائري ثلاثة مستودعات لتوزيع المساعدات على الأسر المتضررة في الولاية، مضيفا أنه تم تحويل ثلاث نقاط إلى مراكز صحية طارئة مزودة بأطباء وممرضين واحدة منها في الأربعاء ناث إيراثن، المنطقة الأكثر تضررا من الحرائق.
وبتيزي راشد، شرق عاصمة الولاية، تم تحويل مركز تكويني لكرة القدم يتم تسييره مناصفة مع النادي الإسباني “أف سي برشلونة” إلى مركز لاستقبال العائلات المنكوبة.
فمنذ أول يوم من الحرائق، يستقبل لامارينا سوكر، أكبر نادي رياضي يقع في الشمال الشرقي الجزائري، مساعدات لاسيما المواد الغذائية القادمة من كافة مناطق الوطن.
وقد تم تجهيز قاعات الرياضة للمركب الرياضي التي حولت إلى مراقد بأسرّة من الكارتون أرسلتها شركة “ماغراب ماتلا” من ولاية وهران.
وبعين المكان، صرح مسير المركز، سليم ماجن لـ “وأج” أنه يتم التكفل كليا بالعائلات المنكوبة التي توزع عليها وجبات ساخنة.
ومن جهتها، أبلغت خلية الأزمة للولاية البلديات المتضررة من حرائق الغابات بأن توزيع المواد الغذائية منظم عبر ثلاث نقاط تخزين: القاعات متعددة الرياضات لديوان الحظيرة متعددة الرياضات لولاية تيزي وزو وآث يني وعين الحمام والإقامة الجامعية رحاحلية لواد عيسي ووحدة مصنع الآجر “ايزخرف” على مستوى الطريق الوطني رقم 12، حسب ما ورد على صفحة الفايسبوك لهذه الجماعة المحلية.
كما أن الجمعيات ولجان القرى مدعوة للتقرب من بلدياتها للمشاركة في عملية ارسال هذه المواد لفائدة العائلات.
ق. م