تتواصل فعاليات المعرض الوطني للكتاب في طبعته الـ 28، بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، والذي فتح أبوابه في 29 أكتوبر والمستمر إلى غاية 08 نوفمبر الجاري أمام الجمهور الذي توافد بأعداد كبيرة منذ اليوم الأول لهذه التظاهرة الأدبية والثقافية، الأهم في الجزائر.
شهدت أروقة الصالون الدولي للكتاب توافدًا كثيفًا للجمهور من مختلف الفئات، خاصة وأن افتتاحه تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع ومع عطلة احتفالات عيد الثورة أول نوفمبر، ما جعل أروقة المعرض تعج بالزوار الذين تنوع سبب قدومهم ما بين فضول الاكتشاف وشغف القراءة.
فضاء ثقافي ببُعد اجتماعي

تحوّل معرض الكتاب إلى فضاء مفتوح للإبداع والحوار الثقافي، حيث تتجاور دور نشر جزائرية وعربية وأجنبية وهي تعرض أحدث إصداراتها في الأدب، التاريخ والفكر وفي أروقة المعرض، كما تشهد القاعات المخصّصة للندوات والأمسيات الأدبية حضوراً لافتاً، حيث تُناقش قضايا فكرية معاصرة.
إقبال لافت للجمهور

توافد الجمهور الجزائري منذ الساعات الأولى لافتتاح صالون الكتاب الدولي، وهو ما يُؤكد وجود مقروئية في الجزائر وتعلّق الجزائري بالكتاب الذي يعتبر بحقّ أنيسا للإنسان حيثما حلّ وفي كلّ الأوقات عكس الأجهزة الإلكترونية التي تتخلى عن صاحبها فور فراغ بطاريتها.
ورغم توافد جمهور كبير على الصالون إلا أن هناك فرقا واضحا بين القارئ والزائر الذي تسعى دور النشر إلى تحويله لقارئ.
وعبرّ بعض زوّار الصالون لـ “الموعد اليومي” عن وفائهم لهذه الفعالية والدليل قدومهم منذ اليوم الأوّل لها خاصة مع تزامنه والعطلة الخريفية، رغم أنّ الكثير منهم لم يقتنِ الكتب، فأمينة قالت إنها لا تحبّذ شراء الكتب إلاّ بعد أن يتم تخفيض سعرها أي في الأيام الأخيرة للصالون، في حين قالت سامية إنّها عكس ذلك تماما، فهي تقتني الكتب مبكرا حتى لا تجد نفسها أمام معضلة “الفقدان” ونفاذ الكمية، كما تخشى عدم تمكنها من إعادة زيارة المعرض بسبب ظروف عملها، أما سيليا فقالت إن زيارتها للصالون كانت بغاية التجوال وأخذ صور فقط وأنّها في الحقيقة لا تُحبّ القراءة، أما نسيبة فقالت إنها ترى في معرض الكتاب فرصة لتحبيب المطالعة لأطفالها وإبعادهم عن الهواتف النقّالة واللوحات الإلكترونية.
واعتبر الكثير من الزوار أن صالون الكتاب لم يعد مجرّد فضاء تجاري لاقتناء الكتب، بل تحوّل إلى عيد وطني للثقافة وفرصة لتجديد الصلة بالمعرفة وتوسيع الآفاق الفكرية. أما بالنسبة لدور النشر والمبدعين، فالموعد يمثل نافذة للتواصل مع جمهور واسع وتبادل التجارب والأفكار.
هذا، وقد أشار الكثير من العارضين من خلال الإقبال الجماهيري الكبير على هذه الدورة من صالون الجزائر الدولي للكتاب إلى أن الكتاب لا يزال يحتفظ بمكانته في قلوب الجزائريين، وأن الثقافة تظلّ ركيزة أساسية في بناء مجتمع متوازن ومستنير، يعتزّ بتاريخه وينفتح على العالم.
للتذكير، فإن الطبعة الـ 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، جاءت تحت شعار “الكتاب ملتقى الثقافات”، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ71 لثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة، وهذا بمشاركة 1254 دار نشر من 49 دولة، من بينها 290 دار نشر جزائرية، تعرض كلها أكثر من 240 ألف عنوان كتاب، كما ستتواصل فعاليات هذا الصالون، الذي تم افتتاحه رسميا، الأربعاء الماضي، من طرف الوزير الأول السيد سيفي غريب، إلى غاية 8 نوفمبر الجاري وهذا من الساعة العاشرة صباحا وإلى غاية الثامنة مساء.
لمياء. ب
