العلم والإيمان

توازن النبات

توازن النبات

قال تعالى ” وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ”
قال الرازي في تفسيره الكبير ، ضمن عدة آراء: “أن أهل العرف يقولون: فلان موزون الحركات أي حركات متناسبة حسنة مطابقة للحكمة، وهذا الكلام كلام موزون إذا كان متناسباً حسناً بعيداً عن اللغو والسخف فكان المراد منه أنه موزون بميزان الحكمة والعقل، وبالجملة فقد جعلوا لفظ الموزون كناية عن الحسن والتناسب، فقوله: “وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ شيء مَّوْزُونٍ ” أي متناسب محكوم عليه عند العقول السليمة بالحسن واللطافة ومطابقة المصلحة. إن التوازن معجزة في كل ما خلق ربنا تعالى، ” وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ” ، لكنا هنا جل اهتمامنا بمجال النبات، وهو في عدة مجالات في هذا الباب:

– توازن النبات مع محيطه :وهو ما يعرف بالتوازن البيئي ،أي توازنه مع التربة والماء والهواء والكائنات، ولو تدخل الإنسان يحدث الخلل ، كما يحدث حين يقتلع أشجار الغابات فتشتد الريح وبالتالي تنجرف التربة، عدا تقليل نسبة الأوكسجين التي كانت تنبعث من الغطاء النباتي .

– التوازن الحراري: يمتص النبات الحرارة من الشمس لكنه يعكس جزءً كبيرًا منها ويوزع الآخر، فهو يحتاج إلى 1 بالمائة إلى 2 بالمائة فقط مما يأتيه من أشعة الشمس لإتمام عملية التمثيل الضوئي، ثم تعكس بقية الأشعة للحفاظ على التوازن الحراري للنبات. يتم هذا التكيف بعدة طرق ، كيف الله النبات بعدم امتصاص الأشعة القصيرة بعكسها مباشرة ، وكذلك بإطلاق الأشعة ذات الموجات الطويلة للمحيط ،، كذلك تكيف سطح الأوراق لامتصاص أو عكس الحرارة. فمن جعل في هذه المخلوقات التي نسميها غير عاقلة هذا التوازن المعجز المذكور بدقة في كتاب الله ؟ وأنى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعلم هذا ؟ إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى.

من موقع رابطة العالم الإسلامي