تنسيق أمني واستخباراتي وقضائي بين البلدين… محققون جزائريون في تونس لتحديد هوية إرهابيين

elmaouid

الجزائر- كشف مصدر أمني جزائري، أن فريقا من المحققين الجزائريين، بينهم قاضٍ، متواجدون حاليا في تونس للتعرف على هوية جثة قيادي في تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب”، كان قد تم القضاء عليه في تونس قبل

أيام، أوفده زعيم التنظيم، أبو مصعب عبد الودود، المعروف بعبد المالك دروكدال، لإعادة تنظيم “كتيبة عقبة بن نافع”، التابعة إلى التنظيم، والتي تنشط في جبل الشعانبي وجبل سمامة قرب الحدود التونسية مع الجزائر.

وذكر المصدر الأمني، في تصريح لموقع “العربي الجديد”، أن “فريق المحققين الجزائريين وصل إلى تونس، في إطار التنسيق الأمني والاستخباراتي والتعاون القضائي بين البلدين، للتثبت من هوية بلال القبي، الذي قتلته وحدة من الجيش التونسي قبل أسبوع في منطقة القصرين جنوب تونس”، مشيرا إلى أن “فريق المحققين سيعمل على فحص وثائق ومعدات اتصال كانت بحوزته، بهدف استكمال التحريات لاحقاً في الجزائر، لمعرفة كيف كان القبي يتحرك في الجزائر”.

وأكد أن أجهزة الأمن الجزائرية رصدت تحركات القبي، قبل فترة، في منطقة قريبة من الحدود، ودلت معلومات حصلت عليها هذه الأجهزة من إرهابيين اعتقلوا أو سلموا أنفسهم للجيش، أن بلال القبي ظل يتردد، بتكليف من دروكدال، على تونس منذ العام 2014، وكلفه أخيراً بإعادة تنظيم “كتيبة عقبة بن نافع”، بعد تفكك مجموعتها نتيجة الضربات التي تلقتها من الجيش التونسي، والحصار الذي تفرضه عليها قوات الجيش الجزائري من الجانب الآخر للحدود، ما حد من مساحة تحركها.

ومعلوم أن التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الجزائر وتونس قد عرف مستوى رفيعاً في مجال ملاحقة العناصر الإرهابية ومراقبة تحركاتها وتبادل المعلومات بشأنها بشكل آني، إذ كانت سلطات البلدين وسعت صلاحيات غرف العمليات العسكرية التي يشرف عليها قادة عسكريون على الحدود، وتم توفير قنوات تواصل عسكري مباشر للتحرك بسرعة عند رصد أي تحرك للمجموعات المسلحة على حدود البلدين.

وتوفر الجزائر للجارة الشرقية تونس خبرة عسكرية وتجهيزات يمتلكها الجيش، الذي قضى أكثر من عقدين في محاربة المجموعات الإرهابية، لمساعدتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية والحد من نشاطها، حيث فرض التحاق عدد من المسلحين الجزائريين بـ”كتيبة عقبة بن نافع” التي تنشط في تونس، ضرورة التنسيق الأمني بين البلدين، إضافة إلى مراقبة الحدود بينهما، والحدود المشتركة مع ليبيا قرب منطقة برج الخضراء، حيث تعمل المجموعات المسلحة على استغلال الصحراء الشاسعة لتهريب السلاح والمسلحين من ليبيا إلى تونس أو الجزائر.

ولفت المصدر الأمني الجزائري إلى أن فريق المحققين سيحقق مع قيادي جزائري آخر في “كتيبة عقبة بن نافع”، اعتقلته قوات الأمن التونسية في منطقة الكاف القريبة من الحدود الجزائرية، موضحاً أن القيادي كان ينشط في صفوف الجماعات الإرهابية في الجزائر، قبل أن يلتحق قبل ثلاث سنوات بـ”كتيبة عقبة بن نافع” في تونس.

وتفيد المعلومات أن السلطات الجزائرية تعاونت مع السلطات التونسية لكشف هويته ومدّتها بكامل تفاصيل نشاطه الإرهابي السابق في الجزائر.