الجزائر- تلقى حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، ضربتين من داخل الحزب من شأنهما إضعاف موقفه السياسي في المرحلة المقبلة والتأثير على خياراته واصطفافه إلى جانب طرف أو آخر.
وتسببت التصريحات “المثيرة” و”الخطيرة” التي أدلى بها الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، الصديق شهاب، بخصوص ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة من طرف أحزاب التحالف الرئاسي، وقوله إن قوى غير دستورية كانت تسير الجزائر منذ 6 أو 7 سنوات، في حرج كبير وضع السلطة في وضع محرج لا سيما وأن شهاب يعتبر الذراع الأيمن لأويحيى الذي كان يقود الحكومة ومسؤول بصورة مباشرة عن أدائها وسياساتها.
وأجبرت هذه الخرجة للناطق الرسمي للأرندي بأمانة الحزب إلى تصحيح الموقف ببيان اتهمت فيه صديق شهاب بالابتعاد عن المواقف المعروفة للتجمع الوطني الديمقراطي.
ووقع الأرندي في تناقض كبير حين اعتبر أن ناطقه الرسمي أخطأ بـ”تقدير الحزب ووفائه للسيد رئيس الجمهورية، بما في ذلك مضمون رسالتيه الأخيرتين الموجهتين للأمة خلال الشهر الجاري”، بينما كان أمينه العام أحمد أويحيى قد دعا السلطة إلى الاستجابة الفورية لمطالب الشعب السلمية.
وجاءت الضربة الثانية من طرف الوزير السابق والإطار في حزب التجمع الوطني الديمقراطي بلقاسم ملاح، الذي هاجم الوزير الأول السابق والأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، تعليقا على تصريحاته الأخيرة المساندة للحراك الشعبي.
وقال ملاح في تصريحات لموقع “كل شيء عن الجزائر”، أنه “كان على أويحيى أن يساند موقف الشعب حين كان وزيرا أول وليس حين عاد إلى أمانة الحزب”.
وأوضح ملاح بأن موقف أويحيى حاليا “ضعيف”، مشددا على أنه “كان عليه أن يواصل دعمه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى غاية نهاية عهدته يوم 28 أفريل أو التزام الصمت وعدم الإعلان عن مواقف تناقض موقفه وهو في منصب وزير أول”.
وذهب بلقاسم ملاح إلى حد تحميل أويحيى مسؤولية حياد الحزب عن مساره بسماحه بوصول أشخاص غرباء عن النضال السياسي إلى مناصب قيادية في الحزب بل وبالدخول إلى البرلمان، داعيا إلى تطهير الحزب من خلال مؤتمر استثنائي دعا إليه 500 مناضل في الحزب من أجل إعادة انتخاب الأمين عام.
كما حمل أحمد أويحيى مسؤولية إنفاق 600 مليار دولار من أصل الـ1000مليار دولار، وذلك عبر ثماني حكومات كان أويحيى مسؤولا فيها عن الجهاز التنفيذي.
ومن شأن الضربات التي تلقاها الحزب إضفاء مزيد من الارتباك على أدائه السياسي بالنظر إلى أنه كان يقود الحكومة الماضية التي أوصلت البلد إلى أزمة حقيقية على كافة الأصعدة.
أمين.ب