تواصل مديرية الغابات بالعاصمة جهودها لمنع تسجيل الحرائق في مساحاتها الخضراء، بعد بروز عدة عوامل متعمدة وغير متعمدة محرضة على ذلك وقابلتها طوال الفترة الماضية مبادرات ماراتونية للسلطات وفعاليات المجتمع المدني و المدافعين عن البيئة وكذا الحياة البرية لمنع وقوعها مع تحسيس الزوار بجدوى الحيطة والحذر وهذا على أكثر من صعيد، آخرها انخراطها في مخططات وقائية وطنية تحت بند الكوارث الكبرى على شكل مشاريع تُعرض على إطارات اللجنة الوطنية للمخاطر الكبرى لإثرائها قبل أن تطرح على طاولة مجلس الحكومة للفصل فيها .
تبنت المحافظة عدة اقتراحات موازاة مع تعاملها الميداني مع الخطر في العاصمة أو الولايات المجاورة والقريبة كتيزي وزو في انتظار اعتمادها لتقليص رقعة الخطر مستقبلا كالالتزام دوريا بحملات التنظيف والتخلص من العوامل المسببة للحرائق بعمق الغابات بالتنسيق مع مختلف القطاعات، مع إعادة بعث الحياة الخضراء بغرس الأشجار وكذا إدماج أعوان الغابات الموسميين لرفع التعداد البشري الذي يتمتع بسنوات من الخبرة في التعامل مع الكوارث وأثبت فعاليته خلال الحرائق الأخيرة، حيث انخرطت في المبادرة الأخيرة التي تبنتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية وهذا وفق أحكام القانون 04/20 بشأن المخاطر الكبرى بمطالبة المديرية العامة للغابات بوضع خطة وقائية ضد الحرائق بالاستعانة باللجنة المشتركة بين القطاعات لتحليل واعتماد مشروع النص الذي سيتم إرساله لإثرائه والموافقة عليه من قبل الأعضاء الآخرين في اللجنة الوطنية للمخاطر الكبرى قبل تقديمه إلى مجلس الحكومة، وهذا موازاة مع مطالبة عدد من المحافظات الولائية ومنها العاصمة بالاستعداد لبعث وغرس المناطق المتضررة من حرائق الغابات والمرتقب الانطلاق فيها في منتصف شهر أكتوبر المقبل، حيث تكون الأرض قابلة للعطاء بعيدا عن مشاكل الحر، كما أن الأشجار التي لم تمت قد استعادت عافيتها لتسهيل الاعتناء بها .
في المقابل، ما يزال أعوان الغابات الموسميون وبدعم من محافظة الغابات يطالبون بالإدماج خاصة مع المشاركة الفعالة التي أظهروها خلال جهود إخماد الحرائق وأحيانا دون معدات وألبسة وقائية كونهم أول الملتحقين ببؤر الحرائق لأن أغلبهم يقطن في الأرياف ويطلق عليهم لقب أبراج المراقبة، وتمكن أحد هؤلاء أن يلفت انتباه رئيس الجمهورية إلى بطولاته بعدما غامر بحياته دون وسائل حماية لإخماد نار اشتعلت على مستوى منطقة صوحان بالبليدة وتنقل إلى المستشفى للاطمئنان عليه.
وفي هذا الإطار، دعا هؤلاء وزارة المالية إلى ادماجهم في مناصب قارة سيما وأنهم جامعيون وقضوا أكثر من عشر سنوات في هذا النشاط الذي يبدأ في جوان لينتهي في آخر أكتوبر ليبقوا طوال الأشهر الأخرى يعانون البطالة أو ينشطون في الميدان كمتطوعين وفقط.
تجدر الإشارة إلى أن المحافظة مستمرة في حملاتها التحسيسية إزاء مخاطر الحرائق، ففي غابة باينام نظمت مؤخرا ورشات تحسيسية عرض بها مختلف التجهيزات المستعملة في مكافحة حرائق الغابات وتنظيم حملة تنظيف محيط الغابة وكذا توزيع مجموعة من المطويات لفائدة مستعملي الطريق، داعية الجميع من جمعيات، هيئات أمنية ومؤسسات وطنية وخاصة إلى الانخراط والمساهمة في هذه المبادرات ذات طابع بيئي جواري ومواطنة، كما أقدمت على تأطير الحملة التحسيسية للوقاية من حرائق الغابات على مستوى غابة بوشاوي بتوزيع مطويات تحسيسية للعائلات المتواجدة في الغابة، بالإضافة إلى حملة تطوعية لتنظيف الغابة من بقايا القوارير البلاستيكية والزجاجية التي تعتبر سببا من أسباب اندلاع الحرائق .
إسراء. أ