أثارت تطمينات وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي ارتياح سكان البيوت الجاهزة المتواجدة على مستوى حي عمار عاشور بالحامة ببلدية بلوزداد الذين آووا إلى هذه المساكن الهشة بشكل مؤقت قبل أن
يكتشفوا أنهم أضحوا معلقين إليها دون أي أمل في الترحيل، حيث اعتبروا تصريحات بدوي القاضية بترحيل سكان الشاليهات ببومرداس قبيل نهاية العام إشارة مطمئنة إلى إمكانية الالتفات إليهم.
ناشدت العائلات التي تقطن بيوتا هشة على مستوى حي عمار عاشور بالحامة السلطات الالتفات إلى معاناتهم وتمكينهم من القرار الذي اتخذته الحكومة والمتعلق بإعادة إسكان كل سكان الشاليهات المتمركزين على مستوى ولاية بومرداس رغم الملاحظة التي أبداها بدوي بشأن المرحلين الجدد بكونهم ليسوا المتضررين من زلزال 2003 وإنما الذين آووا إلى هذه السكنات بعد ترحيل المعنيين، وقد أبقت المصالح المحلية الوضع على حاله لاعتبارات أزمة السكن.
وعلّقت العائلات القاطنة بالحامة بأنها الأولى بالسكن باعتبارها متضررة من الزلزال، مشددة على ضرورة إيفاد لجنة تحقيق ولائية للوقوف على الضرر الذي اضطرت لمقاساته لسنوات دون أن تكلف السلطات المعنية نفسها عناء الالتفات إلى هذه العائلات التي تقاذفتها الزلازل والفيضانات.
واشتكت العائلات ظروف العيش التي اضطرتها للتخلص من عدد من أفراد العائلة الواحدة وإرسالهم إلى الأقارب والجيران للمبيت في وضع آثار حفيظة الكثيرين ممن بحّت أصواتهم على أمل الإنصات إلى مشاكلهم التي لا تعد ولا تحصى، ملخصين مطلبهم في تعميم القرار عليهم خاصة وأنهم كانوا قد وجهوا نداءات متكررة لوالي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ من منطلق أنهم أكثر الأشخاص حاجة إلى الترحيل، معتبرين أن أصحاب القصدير ليسوا أفضل منهم، كما أن معاناتهم تكاد تكون متشابهة مع فارق بسيط وهو أن معاناتهم طال أمدها مقارنة بمن فروا من ويلات الارهاب، وبلغت ذروتها أثناء زلزال بومرداس في ماي 2003 عندما سارعت السلطات إلى إجلائهم خوفا من انهيار المنازل على رؤوسهم، وظلوا مشردين بين الأقارب والجيران والمحسنين مدة ستة أشهر ليعاودوا الرجوع إليها مكرهين بعدما ضاقت بهم السبل، وقبل ذلك فقد طالتهم مخلفات فيضانات باب الوادي وأخذوا نصيبهم من المياه التي أضعفت أكثر مقاومة هذه البيوت التي يصعب على أي مهندس فك شفرتها وهي متداخلة فيما بينها مما يصعب التفرقة بين حدود كل بيت.
هذا الوضع جعل هؤلاء السكان يناشدون السلطات التدخل في أقرب الاجال وتمكينهم من سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتمكنهم من عيش حياة طبيعية محترمة..