ما تزال العائلات القاطنة بحي “سيدي بنور” ببلدية المعالمة تعيش عزلة تامة لأزيد من 13 سنة على ترحيلها من بلدية الجزائر الوسطى إليه، بسبب غياب تام لأدنى متطلبات العيش الكريم، هذه الأخيرة التي لم يسعَ
المسؤولون المحليون بالبلديتين لتوفيرها لانشغالهم في تحميل المسؤولية لبعضهم البعض.
وأوضح المشتكون، أنهم كانوا يقطنون سابقا ببلدية الجزائر الوسطى وتم ترحيلهم إلى حي “412 مسكن” بسيدي بنور ببلدية المعالمة في إطار استفادتهم من سكنات اجتماعية إيجارية منذ 13 سنة، غير أنه ومنذ ترحيلهم للحي لم يتم تزويدهم بأية مرافق تنموية تعينهم على العيش الكريم، حيث وجدوا أنفسهم في عزلة تامة بعيدين كل البعد عن المرافق الضرورية كالأسواق والمحلات ومراكز البريد وقاعات العلاج، وما زاد الطين بلة، حسب هؤلاء، أن السلطات المحلية سواء المسؤولين بالجزائر الوسطى أو بلدية المعالمة، عوض العمل على توفير التنمية يكتفون على حد تعبيرهم بتحميل مسؤولية هذا الوضع لبعضهم البعض.
وتطرق السكان في معرض حديثهم إلى بعض المشاكل التي يعانونها منذ ترحيلهم إلى الحي السكني، بينها افتقار سكناتهم لشبكة غاز المدينة، حيث لا يزالون يستنجدون بقارورات غاز البوتان لقضاء حاجياتهم اليومية، هذه الأخيرة غير متوفرة في الحي ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة لاقتنائها في الأحياء المجاورة، وتابع هؤلاء حديثهم عن نقائص أخرى كعدم وجود مركز بريد في الحي ما يكبدهم عناء التنقل لمسافة تتجاوز 4 كيلومترات من أجل معاملاتهم المالية، مشيرين في هذا الصدد إلى أن معاناة تنقلهم لهذه المسافة تزيد بوصولهم إلى المركز الذي يعرف هو الآخر اكتظاظا رهيبا كونه المركز الوحيد ببلدية معالمة، دون أن ننسى افتقار الحي إلى محلات تجارية وأسواق جوارية لاقتناء مستلزماتهم، خاصة قاعات العلاج التي وبالرغم من تواجد واحدة في الحي، غير أنها تبقى هيكلا بدون روح، كونها لا تتوفر على كافة الأطباء والمستلزمات الطبية، وعليه يجبرون لا محالة على التنقل إلى مستشفى زرالدة أو معالمة من أجل التداوي، مشيرين إلى أنهم لا يزالون يدفعون الإيجار ببلدية الجزائر الوسطى أمام افتقار الحي لأدنى متطلبات العيش الكريم، وهو ما أثار حفيظتهم كون المسؤولين في كلتا البلديتين لم يعيروهم أية اهتمام منذ تنقلهم للعيش في هذا الحي، بل اكتفوا بتحميل المسؤولية على حد تعبيرهم لبعضهم البعض.
تجدر الإشارة إلى أن سكان الحي قاموا في عديد المرات، بوقفات احتجاجية، تعبيرا عن غضبهم من سياسة اللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية في التعامل مع وضعيتهم، أين طالبوا والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، بالتدخل العاجل من أجل توفير التنمية بالحي، بعد أن عجز كل من “مير” الجزائر الوسطى والمعالمة عن إيجاد اتفاق جدي لإخراجهم من العزلة التي فرضت عليهم لأزيد من 12 سنة.