احتضنت قاعة السينيماتيك بالجزائر العاصمة، مساء السبت 9 سبتمبر الجاري، العرض الشرفي الأول للفيلم القصير “بلعرج”، سيناريو وإخراج خالد بوناب، والذي تم انجازه في إطار سلسلة العروض السينمائية التي تم انتاجها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون.
وتطرق المخرج خالد بوناب من خلال فيلم “بلعرج”، في مدة 20 دقيقة إلى الإرهاصات الصغيرة التي سبقت أحداث الثورة التحريرية المجيدة والتي كانت سببا في إدخال المجتمع بمختلف فئاته في جو الكفاح عبر قصة خيالية تدور أحداثها في 19 من مارس سنة 1954 في قرية منعزلة، حيث اكتشف جنود الاحتلال الفرنسي في صبيحة يوم مشمس، أن علم فرنسا قد تم تمزيقه فتوجه أصابع الاتهام لقروي اسمه “بلعرج”، فيتم ضربه وإهانته حتى يعترف بجريمته، إلا أنه تمكن من الفرار بفضل بديهته ومساعدة أحد شبان القرية الذي كان قد تسبب بشكل غير مباشر في القبض عليه، فقام الاحتلال الفرنسي بالاعتداء على منزل بلعرج وحرقه مع منازل أهالي آخرين والتنكيل بهم بسبب غضب المفتش الفرنسي “جيروم”. وبعد حادثة الهجوم على القرية، يقرر بلعرج مع رفقائه المقربين الانتقام من الفرنسيين فاقدموا على تنفيذ عملية استشهد فيها بلعرج وبعض رفقائه، كما تم القضاء بالمقابل على المفتش جيروم من طرف مساعده “سيباستيان” الذي تولى بعده رئاسة مركز الشرطة. وبعد هدوء الأوضاع، قرر الفرنسيون إعادة رفع علم جديد فوق السارية أمام أنظار الأهالي الواقفين مجبرين لتحية العلم، قبل أن يكتشفوا بأن طائر اللقلق المدعو بالبلارج في منطقة شمال إفريقيا قد قام بصنع عش في قمة السارية باستعمال أجزاء من العلم الممزق مما يدل على براءة الشهيد “بلعرج” الذي راح ضحية التسرع في الحكم عليه مما أدى إلا استنكار الجريمة من طرف الأهالي الذين تسلحوا بالشجاعة وقرروا الانتفاضة في وجه المستعمر الغاشم. وشارك في أداء أدوار الفيلم، ثلة من الممثلين على غرار نصر الدين جودي في دور “بلعرج” إلى جانب بوصوف نور الدين، محمد صغير بن داود، جواد زهر الدين، غزال بلال، قدور مريم، وجيلالي مهدي والذين حضروا العرض الشرفي للعمل، إلى جانب المخرج خالد بوناب وأجابوا على أسئلة الحضور خلال جلسة المناقشة التي أعقبت العرض. للإشارة، يندرج الفيلم القصير “بلعرج”، ضمن سلسلة الأفلام القصيرة البالغ عددها 11 عملا، بالإضافة إلى 6 أفلام وثائقية استفادت من الدعم في إطار برنامج استثنائي خاص بالذكرى الستين للاستقلال تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون. وسيتواصل البرنامج الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة والفنون سابقا، والخاص بالعروض الشرفية للأفلام المدعمة في إطار ستينية الاستقلال بقاعة السينيماتيك بالجزائر العاصمة، وكذا على مستوى قاعات السينما عبر الوطن، حيث سيتابع الجمهور، يوم السبت المقبل، العرض الشرفي الأول لفيلم “زهرة الرمال” سيناريو وإخراج، أسامة بن حسين، على أن تكون كل العروض متبوعة بجلسات مناقشة بحضور مخرجي الأفلام والفرق الفنية والتقنية المشاركة في العمل وفق برنامج سيشمل قاعة السينيماتيك والعديد من قاعات السينما التابعة لقطاع الثقافة والفنون عبر الوطن.
حاء.ع
