يواصل الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، حشوده العسكرية، تمهيدا لاستعادة مدينتي سرت والجفرة، بالتزامن مع تهديدات رئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتدخل جيشه بشكل رسمي في ليبيا، لمساندة قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
ونشر الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، الثلاثاء ، صورا تظهر جانبا من التعزيزات العسكرية واللوجستية، التي تصب تباعا لدعم محور سرت والجفرة، تنفيذا لتعليمات قادة العمليات، بحسب ما أوردته صفحة “عملية بركان الغضب” بموقع “فيسبوك” الثلاثاء.وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم قوات بركان الغضب، مصطفى المجعي، إن قوات الجيش تنتظر إشارة البدء للتقدم باتجاه سرت، بعد أن أكلمت كافة التجهيزات والتحضيرات اللازمة للعملية.
وتزامنا مع هذه الاستعدادات، تواجه الجبهة الداخلية لقوات حفتر، تململا واحتقانا بعد هزائمها الأخيرة بالمنطقة الغربية، ووقوع اشتباكات فيما بينها بالهلال النفطي، ومظاهرات منددة بالاختطافات والقتل تحت التعذيب في محافظة الجفرة وسط البلاد وفي شرق البلاد.ووفق تحليل نشرته وكالة “الأناضول”، الثلاثاء، لا تشكل مليشيات حفتر التحدي الأكبر، بالنسبة للجيش الليبي ولا حتى المرتزقة السودانيون والتشاديون، لكن مرتزقة شركة فاغنر الروسية يمثلون أكبر تهديد أمام عملية السيطرة على مدينة سرت الساحلية (450 كلم شرقي طرابلس)، وقاعدة الجفرة الجوية (650 كلم شرقي طرابلس).ويتراوح عدد مرتزقة فاغنر في ليبيا ما بين ألفين إلى 2500 عنصر، وازدادت خطورتهم بعد تزويدهم بـ14 طائرة حربية على الأقل من نوع ميغ29 وسوخوي24، ناهيك عن طائرات بدون طيار أغلبها صينية من نوع وينغ لونغ، ومنظومات دفاع جوي روسية الصنع من نوع بانتسير.
ولغّم مرتزقة فاغنر خط جبهة سرت، لعرقلة أي تقدم للجيش الليبي، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر حتى بعد انتهاء المعارك، على غرار ما فعلته في الأحياء الجنوبية لطرابلس، وكما سبق أن لغم تنظيم الدولة سرت نفسها في معارك 2016.لكن وسائل إعلام محلية وعربية، تحدثت نقلا عن مصادر عسكرية، أنه تم رصد انسحاب مرتزقة فاغنر من غرب سرت نحو شرقها باتجاه موانئ الهلال النفطي، كما أنها أعادت انتشارها في الجفرة، حيث انسحبت من مدن هون وسوكنة وودان، إلى زلة النفطية شرقي الجفرة.وهذا ما تجلى واضحا في معركة طرابلس، فبمجرد انسحاب فاغنر إلى مدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرقي طرابلس)، لم تلبث مليشيات حفتر أن انهارت في كامل المنطقة الغربية خلال أيام فقط.لذلك فإن هناك من يرجح قرب التوصل لاتفاق سياسي يسمح للجيش الليبي بدخول سرت وربما الجفرة بدون قتال، مع فتح حقول وموانئ النفط، المغلقة منذ جانفي الماضي.