طالبت العديد من العائلات التي أُقصيت من عمليات إعادة الإسكان التي خصت مواقعها القصديرية والهشة على مستوى عدة بلديات، بانتشالها من الجحيم الذي تعيشه منذ أن تم حرمانها من السكنات، وبقي بعضها مشردا في الشارع، آملين في الرد على طعونهم التي باتت حبيسة أدراج السلطات المعنية لأزيد من ست سنوات دون أي جواب يشفي غليلهم، خاصة وأن الكثير منهم يريدون تقرير البطاقة الوطنية الذي يثبت أحقيتهم في السكن.
وحسب شهادات العديد من أصحاب الطعون، من مختلف المواقع سواء القصديرية أو الهشة، كما هو حال المقصيين من القلعة 17 سعيد توافديت ببلدية الرايس حميدو وآخرين على مستوى بلدية الحمامات وباب الوادي، عين البنيان، جسر قسنطينة وغيرهم من المقصيين، الذين أودعوا طعونهم على مستوى الولاية، بعد أن تم اقصائهم من الترحيل الذي مس أحياءهم، من أجل النظر في ملفاتهم وإعادة ترحيلهم من جديد، غير أنهم تفاجأوا بتماطل السلطات في دراسة تلك الملفات، ووصل الأمر إلى انتظارهم لأكثر من ست سنوات دون أي جديد، مقابل ذلك تقول السلطات الولائية على لسان مسؤوليها إنها ردّت على كل الطعون سواء بالإيجاب أو بالسلب، وهو ما نكره هؤلاء، جملة وتفصيلا، ما جعلهم يطالبونها عبر الموقع الرسمي لها، بضرورة أخذ ملفاتهم على محمل الجد، والكشف عن البطاقية الوطنية التي تثبت على حد تعبيرهم أحقيتهم في الحصول على سكن اجتماعي لائق، كونهم لم يستفيدوا من أية إعانة دولة أو سكن في وقت سابق.
وعاتب المشتكون، السلطات على إهمالها لمثل هذه الملفات التي تعتبر، حسبهم، الدليل الوحيد على أحقيتهم فيما يقولون، متسائلين في السياق ذاته، عن المسؤول عن حماية المواطنين الذين هُضمت حقوقهم جراء تماطل الإدارة في دراسة الطعون، وهو حال العديد منهم، فمنهم من لا يزال حاليا في الشارع، والبعض الآخر لجأ إلى إيجار مستودعات ومنهم من اضطر إلى الانفصال عن وحدة العائلة إلى حين الفرج، غير أن ذلك لم يحدث لحد الساعة، مشيرين إلى المعاناة التي يتجرعونها يوميا منذ إقصائهم وتهديم سكناتهم الهشة والقصديرية، مطالبين والي العاصمة، يوسف شرفة بضرورة التدخل الجدي وإعادة الاقرار بدراسة الملفات من جديد وإنصافهم بالرد عليهم وإطفاء نيران غضبهم.
من جهة أخرى، أكد آخرون، “أنه من الأجدر فتح تحقيق في عمليات الترحيل ومحاسبة الفاسدين وإنصاف المظلومين الذين أُقصيوا وباتوا مشتتين ومنهم من انفصلوا ويتّموا أولادهم بالحياة في وقت يملكون كل الشروط للإستفادة من السكن و محاسبة الإنتهازيين الذين استفادوا من سكنات المظلومين”.
إسراء.أ