تماشيا مع تدابير احترازية لقمع “الكوليرا”… الأساتذة مطالبون بالتواجد في الأقسام قبل السابعة والنصف

elmaouid

الجزائر -ألزمت وزارة التربية الوطنية أساتذة التعليم الابتدائي بالالتحاق بالمؤسسات قبل السابعة والنصف لضمان تطبيق غسل التلاميذ أيديهم، قبل دخول أقسامهم وقبل التحاقهم بالمطاعم المدرسية، ونفس الشيء

بالنسبة للظهيرة، وهذا تزامنا مع عودتهم إلى مقاعد الدراسة بداية من غد.

ويلتحق ، الأربعاء أزيد من 9 ملايين تلميذ في أجواء استثنائية وأمام مخاوف الأولياء من وباء “الكوليرا”، وهذا بالرغم من تطيمنات وزراة الصحة حول التحكم في الوضع من جهة، وتأكيد وزيرة التربية باتخاذ كافة الإجرءات الاحتياطية، مشددة على أن هذه السنة ستكون “سنة تكوينية بامتياز”، وذلك وفقا لديناميكية عمل يعتمدها القطاع “لبلوغ أعلى معايير الجودة” في التربية والتعليم.

وفي إطار تحضير الأساتذة على اعتماد التدابير الصحية تم تجنيد الأساتذة من أجل  تخصيص أوقات خاصة للتلاميذ وقبل بداية الدرس لإرشادهم على اعتماد الإجراءات الصحية، إما داخل الأقسام أو في الساحة، بما فيها خارج المؤسسات التعليمية وحتى في الفضاء العائلي للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

 

80 ألف أستاذ استفادوا من التكوين

وطمأنت وزيرة التربية بتوفير كل الإجراءات الخاصة بالسلامة الصحية من خلال تنصيب خلايا النظافة عبر كافة مدارس الوطن، مؤكدة في المقابل عزمها أن تكون السنة الدراسية  2019-2018 “سنة تكوينية بامتياز تطبيقا للمخطط الوطني للتكوين الممتد إلى غاية  2020 الذي يمس جميع عمال القطاع”، وهذا بعد أن ذكرت في تصريح لها أن حوالي 80 ألف موظف استفادوا خلال السنة الدراسية 2017- 2018 من التكوين (معلمون مفتشون وإداريون وعمال احترافيون) .

وأوضحت أن الديناميكية التي تستند إليها وزارة التربية الوطنية خلال هذا الموسم تتمثل في تنفيذ ثلاثة أهداف، حددتها الندوتان الوطنيتان لتقييم ودعم إصلاح المدرسة، المنظمتان في شهر جويلية لسنتي 2014 و2015 والذي أطلقه (الإصلاح) رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2003.

ويتعلق الأمر كما قالت بالتحوير البيداغوجي وتحسين حوكمة المدرسة وتعزيز مكانة وأهمية التكوين، مؤكدة أن “مدرسة الجودة تمر عبر احترافية ممارسات  التعليم والتسيير”. وقالت إن مدرسة الجودة هي تلك التي تكون خدمة تكوين التلميذ مشيرة إلى أهمية التكوين المستمر للأساتذة بهدف تحسين مستواهم وبلوغ  الاحترافية في التكوين.

ويراهن القطاع على تحسين مستوى التلاميذ خاصة في التعليم الابتدائي الذي يعد الركيزة الأساسية للعملية التربوية – تقول الوزيرة – حيث تم إدراج تحسينات في المناهج التربوية وفق نظرة جديدة، تساير التطورات الحاصلة في المجالات التعليمية والعلمية والتكنولوجية.

وذكرت الوزيرة أن التحضير لهذا الموسم الدراسي شرع فيه منذ السنة الماضية، وبالتحديد ابتداء من شهر مارس من السنة الماضية، حيث تم تنظيم الندوات الجهوية الأربع في شهري جانفي وفيفري من سنة 2018.

وأبرزت أن القطاع الذي يحصي أكثر  من 700 ألف موظف ويتكفل بأزيد من 9 ملايين تلميذ، يسير بنظرة استشرافية تتجلى في النشاطات المنظمة سنويا، وهي النظرة التي تم تحديدها في المنشور الإطار الذي تم توزيعه في شهر جوان الماضي والذي يتضمن 10 محاور و186 عملية، 46 منها تم تنفيذها أو هي في طور التنفيذ.

وتميزت الفترة التي سبقت الدخول المدرسي بتنظيم الندوة الوطنية للمدراء المركزيين في 20 أوت الماضي، ثم الندوة الوطنية لمديري التربية في 27 من نفس الشهر، علاوة على تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الأمناء العامين لمديريات التربية في 29 أوت.

 

السنة الدراسية الحالية سنة لتقييم مدراء التربية والمؤسسات

و قد برمجت الوزارة – تضيف بن غبريط – محاضرة مرئية عن بعد مع مديري المؤسسات المدرسية، لينظم بعد ذلك ملتقى لفائدة مديري معاهد التكوين ومنسقي هيئة المفتشين ورؤساء مصلحة التكوين بمديريات التربية.

وحسب الوزيرة فقد “تم استحداث طريقة جديدة للتكوين من أجل ضمان الاحترافية وتوحيد الرؤى بين الجميع، ضمانا لخدمة نوعية. وتتمثل في تنظيم فرق عمل على غرار الأربع ورشات التي خصصت لمواضيع مختلفة خلال الندوة الوطنية لمدراء التربية،  والمتعلقة بـ”استراتيجية التكوين والمستجدات البيداغوجية” و”بسياسة ترشيد  النفقات” وكذا “أخلاقيات القطاع”.

كما شددت على أن قطاعها أولى أهمية كبيرة للتكوين المستمر لكل المؤطرين وخاصة المفتشين والأساتذة، كما جعل من السنة الدراسية الحالية سنة لتقييم مدراء التربية والمؤسسات وفقا للمقاييس التي تضمنتها “الشبكة الوطنية للتقييم”.