في إطار سعي الجزائر إلى تطوير قطاع الصيد البحري وتعزيز الاقتصاد الوطني، كشف وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، أحمد بداني، عن مشروع استراتيجي يُعتبر الأول من نوعه في البلاد، وهو مزرعة لتسمين التونة الحمراء بميناء، “سيدي يوشع” في تلمسان.
وصرح الوزير خلال زيارته إلى تلمسان أن هذا المشروع يشكل نقلة نوعية لقطاع الصيد البحري، حيث تصل الطاقة الإنتاجية للمزرعة إلى 950 طن سنويًا، ما يعادل عائدات تصديرية تصل إلى 10 ملايين دولار. وأشار بداني، إلى أن حصة الجزائر السنوية من التونة الحمراء تقدر بـ2.046 طن، وقد أسهمت صادرات التونة في العام الماضي في تحقيق ما بين 25 و27 مليون دولار. كما أكد الوزير، أن الحكومة ستدعم المستثمرين في هذا المشروع الاستراتيجي، ما سيتيح توفير التونة الحمراء في الأسواق الجزائرية على مدار السنة، إلى جانب تحقيق مداخيل إضافية من التصدير. وأوضح الوزير، أن ميناء “سيدي يوشع” في تلمسان سيصبح مركزًا رئيسيًا للصيد البحري وصيد أعالي البحار، حيث يعزز هذا المشروع الدور الاستراتيجي للميناء في دعم الاقتصاد البحري. وأشار إلى أن الحكومة الجزائرية تعمل على استكشاف مناطق صيد جديدة على مسافة 12 ميلاً بحريًا، بهدف زيادة الإنتاج، وتهدف كذلك إلى دعم الأسطول البحري الوطني بإنشاء 15 منشأة لصناعة السفن الكبيرة في مختلف موانئ الصيد. وفي خطوة لتوسيع نطاق القدرات المحلية، كشف الوزير عن تصنيع 11 سفينة حاليا، بما في ذلك سفن يتم بناؤها في تلمسان، مما يعزز قدرات البلاد على الصيد في أعالي البحار. وتأكيدا على اهتمام الحكومة بتطوير هذا القطاع الحيوي، أشار بداني إلى تعليمات من رئيس الجمهورية لتسهيل استيراد سفن تتجاوز 40 مترًا لتدعيم الأسطول الوطني. إلى جانب الإعلان عن مشروع تسمين التونة الحمراء، أشرف الوزير خلال زيارته على افتتاح ملتقى جهوي حول السلامة والوقاية من الحوادث المهنية في قطاع الصيد، كما شهد توقيع اتفاقيات هامة مع مديرية الصيد البحري وتربية المائيات وجامعة تلمسان، إضافة إلى توقيع اتفاقية جديدة مع المصالح الفلاحية، بهدف تعزيز التعاون بين مختلف الجهات لتطوير القطاع البحري. كما تضمنت الزيارة معاينة مشاريع مهمة بميناء “يوشع”، مثل إنشاء مسمكة من صنف “أ”، وورشتين لصناعة وصيانة سفن الصيد، ومدرسة متخصصة في التدريب التقني بمجال الصيد البحري وتربية المائيات في بلدية الغزوات، الأمر الذي يعكس التزام الحكومة بتطوير هذا القطاع بشكل مستدام. في سياق آخر، أكد بداني أن هناك تعاونا قائما بين الجزائر وموريتانيا لخفض الرسوم على السفن الجزائرية التي تشارك في حملات صيد التونة الحمراء في أعالي البحار، ما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي وتنمية القطاع البحري. يمثل مشروع تسمين التونة الحمراء بتلمسان خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البحرية وزيادة الصادرات الجزائرية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة. وتأتي هذه الخطوات، ضمن خطة الحكومة لتعزيز قطاع الصيد البحري كقطاع استراتيجي يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير منتجات ذات جودة عالية للأسواق المحلية والدولية.
محمد بوسلامة




