تلاميذ مدرسة “ليمانيا” الخاصة يتميزون مرة أخرى في ذكرى يوم العلم… البــــراءة… تبكـــــي شهـــــداء طـــــائـــرة الجــزائــــــــر

elmaouid

“يـــــا يــــمّا العزيـــزة ما تبكيــــش عليـــــــا

        ابنك مجـاهد استشـــهد في سبيـــــل الوطنيـــــــــة”

على أنغام أغنية “أيما أعزيزان” للفنانة القبائلية “نوارة”،  وبلباس قبائلي مزركش، دخلنَ مسرح قاعة سينما الجزائرية بالعاصمة، لمواساة “عجوز” حاملة الراية الوطنية تبكي فراق ابنها الذي استشهد في تحطم طائرة

عسكرية كان على متنها.

 

احتفلت، الثلاثاء، مدرسة التربية والتعليم الخاصة المعتمدة “ليمانيا”، الكائن مقرها ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة، بذكرى يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كل سنة، حيث بعث تلاميذها رسالة تضامنية  لعائلات شهداء تحطم الطائرة العسكرية.

وخصصت مدرسة “ليمانيا” برنامجا ثقافيا مميزا ساهم في إنجاحه أزيد من 400 تلميذ وحوالي 40 أستاذا؛ فبعد تلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها التلميذ “بن قطاف يعقوب” أعقبها النشيد الوطني الذي أدته مجموعة من تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي، بدأ تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي مباشرة في بعث رسالتهم المؤثرة إلى عائلات شهداء تحطم الطائرة العسكرية في شكل فقرة تمثيلية مصحوبة بالأغنية القبائلية “أيما اعزيزان”.

وتحكي هذه الفقرة حوارا صريحا بين “أم عجوز” استشهد ابنها في تحطم الطائرة العسكرية ومجموعة من التلاميذ الذين جاءوا لمواساتها وتذكيرها بأن ابنها مات شهيدا في سبيل الوطن وأنه ينعم في جنة الخلد رفقة من استشهدوا في سبيل استقلال الجزائر أثناء الثورة الجزائرية.

وبعد هذه الفقرة التي وقف جميع من كان حاضرا في القاعة يصفق لها وعلامات التأثر بادية على وجوههم، تُركت خشبة المسرح ميدانا واسعا ومفتوحا أمام باقي التلاميذ الذين أبدعوا بجملة من النشاطات الفكرية والأناشيد الغنائية تخللتها بعض المسرحيات والرقصات المعبرة من التراث الجزائري المتنوع.

وصبت مجمل فقرات برنامج الحفل في خانة ترسيخ فكرة حب العلم والوطن والمحافظة على التراث الثقافي المتنوع للشعب الجزائري في أذهان التلاميذ مثل أنشودة “العلم نور” و “مدرستي الحلوة” التي أداها تلاميذ السنة الأولى ابتدائي وأنشودة “هنو معلمتي” من طرف تلاميذ السنة الثانية ابتدائي، ونشيد “من أجلك عشنا يا وطني” الذي أداه تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي.

وإضافة الى كل هذه العروض، أبدع تلاميذ مدرسة “ليمانيا” في تأدية مسرحيات ورقصات جزائرية وقبائلية مثل مسرحية “جدل بين العلم والجهل” أداها تلاميذ السنة الأولى وأوبرات “كن أنت” لتلاميذ السنة الثانية، وغيرها من العروض المميزة والهادفة التي نالت إعجاب كل من كان حاضرا بالقاعة.

 

مديرة مدرسة ليمانيا “لوشاني فتيحة” لـ “الموعد اليومي”:

“ليمانيا” تستغل كل مناسبة لغرس القيّم الوطنية في نفوس تلامذتها

 

قالت مديرة مدرسة “ليمانيا” الخاصة المعتمدة السيدة “لوشاني فتيحة” إنها ارتأت رفقة معلمات مدرستها تخصيص التفاته بسيطة لشهداء تحطم الطائرة العسكرية التي سقطت مؤخرا بمدينة البليدة، مضيفة أن هذه الالتفاتة تأتي لتؤكد أن مدرسة “ليمانيا” لا تتوانى في زرع حب الوطن في نفوس تلامذتها.

وأوضحت لوشاني فتيحة، في تصريح خصت به “الموعد اليومي” أن أغنية “أيما اعزيزان” التي أداها تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي، جاءت كالتفاتة بسيطة ارتأت إدارة المدرسة أن تعبر من خلالها عن تضامنها مع عائلات شهداء تحطم الطائرة العسكرية.

وأردفت مديرة مدرسة “ليمانيا” قائلة: ” الأغنية قديمة، حيث أنها تعبّر عن مواساة أهالي شهداء الثورة التحريرية الذي استشهدوا في سبيل رفع راية الوطن، ونحن من جهتنا حاولنا ربط هذه الأغنية مع ضحايا الطائرة العسكرية الشهداء هم أيضا”.

من جهة أخرى، أبدت السيدة “لوشاني فتيحة” رضاها التام عن نتائج الحفل سواء من ناحية المضامين والرسائل التي بعث بها التلاميذ عبر مختلف فقراتهم ونشاطاتهم أو من ناحية التنظيم خاصة وأنها المرة الثانية التي تنظم المدرسة حفلا خارج أسوارها، بعد حفل الموسم الماضي الذي نظمته بالمسرح الوطني، مضيفة أنه من أجل إنجاح هذا الحفل تم تجنيد حوالي 400 تلميذ وتلميذة مؤطرين من طرف 40 أستاذا ساهموا جميعهم في إنجاح هذا الحدث من خلال إعداد برنامج ثري للحفل وتقسيمهم وفق مجموعات بحسب ميولاتهم وإبداعاتهم في المجال.

وعن فريق العمل الذي سهر على إنجاز هذا الحفل وإنجاحه أكدت السيدة “لوشاني” أن “الفريق الإداري والتربوي من مراقبين وأساتذة وتلاميذ وحتى العاملين ساهموا فيه دون استثناء”، مضيفة أن “بداية الترتيبات والتدريبات كان قد باشر فيها طاقم العمل أسابيع من قبل”. في حين شكرت كل التلاميذ المشاركين نظير “ما أبانوا عنه من قدرات كبيرة”. كما أبدت سعادتها للحضور الكبير لأولياء التلاميذ من أجل مشاهدة أبنائهم والذي أرجعته إلى “وعيهم واهتمامهم الكبير بكل ما يقومون به ومراقبتهم المستمرة لهم”.

 

وراء كل تلميذ مبدع…أستاذ عظيم

“الوقفة التضامنية” أقل شيء يمكننا تقديمه لأبطال الجزائر

قال الأساتذة المشاركون في الحفل إن خروج الجميع راضيا عما قدمه التلاميذ خلال عروضهم هوّن جميع تعبهم الذي دام لأشهر، كما اعتبروا أن تخصيص وقفة تضامنية بسيطة مع شهداء تحطم الطائرة العسكرية كان أقل شيء يمكنهم تقديمه لهؤلاء الأبطال.

وأكد الأساتذة المشاركون أن نجاح الحفل وخروجه بالنتائج المرجوة منه هوّن جميع الصعوبات والعراقيل التي واجهوها أثناء التحضيرات التي بدأت مع بداية سنة 2018، وهو ما عبرت عنه كل من “ولد علي جميلة، منا الله ليلة، ولد محند كنزة، وافيا” وغيرهن، بعدما خرجوا راضين عن تلامذتهم الذين أبدعوا فوق الخشبة، مضيفين أن المعايير المعتمدة من أجل تسطير البرنامج الثري للحفلة روعي فيها القدرات التي يملكها التلاميذ وتصنيفهم وفق مجموعات بحسب ميولاتهم وإبداعهم في المجال.

 

 

أولياء تغيبوا عن عملهم وقطعوا عشرات الكيلومترات لمشاهدة إبداعات فلذات أكبادهم

لأبنائنا طريقتهم الخاصة في التعبير عن تضامنهم مع شهداء الجزائر

 

نوّه جميع أولياء التلاميذ الذين حاورتهم “الموعد اليومي” خلال الحفل بالمبادرة الطيبة التي قامت بها إدارة مدرسة ليمانيا والمتمثلة في وقفة تضامنية مع شهداء تحطم الطائرة العسكرية، كما أشادوا بالتطور اللافت الذي يشهده الحفل من سنة إلى أخرى، سواء من ناحية التنظيم أو من حيث الرسائل التي يبعث بها التلاميذ من خلال عروضهم ونشاطاتهم.

 

السيد ناصري حسان والد التلميذ محمد

أبناؤنا بعثوا رسالة لعائلات شهداء الطائرة بطريقتهم الخاصة

“منذ الساعة التاسعة وأنا هنا لرؤية ابني “محمد” الذي يشارك في أحد العروض، أنتظر صعوده فوق خشبة المسرح، حضرت حفل الموسم ما قبل الماضي والموسم الماضي، الشيء الملاحظ هو أن الجميع يتطور، سواء الإدارة من حيث التنظيم، والمعلمين من حيث التأطير والتوجيه، وحتى التلاميذ الذين أبانوا عن قدرات هائلة في الغناء والرقص والتمثيل، ما أثار انتباهي أيضا أنه رغم مرور مدة على تحطم الطائرة العسكرية إلا أن الجميع تذكروا هؤلاء الأبطال وبعثوا لأهاليهم رسالة بطريقتهم الخاصة.

 

السيدة حليمة والدة التلميذة “سندس”

الوقفة مع شهداء تحطم الطائرة التفاتة رائعة جدا

 

مثلما عودتنا مدرسة ليمانيا، الحفل كان رائعا بكل المقاييس، في كل سنة نتفاجأ بخرجات أكثر من مميزة، الموسم الماضي فاجأونا بتنظيم الحفل في أكبر مسرح على مستوى الوطن، وهذا الموسم التفاتة الوقفة التضامنية مع شهداء تحطم الطائرة العسكرية كانت التفاتة أكثر من رائعة تعكس صورة تضامن جميع الجزائريين فيما بينهم.

 

السيد سعيد والسيدة سلوى والدا التلميذ أنيس

من أجل بذور الوطنية هذه اخترنا مدرسة “ليمانيا”

أنيس منذ البارحة لم ينم، مشاركته للمرة الأولى في هذا الحفل حدث كبير بالنسبة له، ولنا أيضا بما أننا تغيبنا عن عملنا اليوم فقط من أجل الحضور وتشجيعه، الحفل أكثر من رائع، شيء جميل أن ترى البراءة فوق الخشبة تقدم عروضا ربما أحسن من عروض الكبار، الشيء الجميل كذلك هو أن المدرسة لا تتوانى أبدا في زرع بذور الوطنية والتضامن مع فلسطين وأخلاق الإسلام رغم كل ما يقال عن المدارس الخاصة في الجزائر.