انتفض أولياء تلاميذ بلدية الحمامات الواقعة غرب العاصمة ضد الظروف التي يضطر أولادهم لمقاساتها في سبيل بلوغ مدارسهم التي تبعد عن مقرات سكناهم بالكيلومترات دون أن يحظوا بوسائل نقل تخفّف عنهم المعاناة
التي يتكبدونها يوميا بمجرد تسجيل الدخول المدرسي الذي وصفوه بالكارثي، داعين السلطات المحلية إلى التدخل الفوري إزاء هذا الوضع غير المقبول كونه يعرّض أولادهم لسلسلة أخطار، بغض النظر عن التعب الجسدي والنفسي الذي يعيق تحصيلهم العلمي.
رافع أولياء تلاميذ بلدية الحمامات لأجل تسوية الإشكال المسجل على مستوى متوسطة طالب عبد الرحمن التي يفتقر مرتادوها لوسائل تقلهم وتعيدهم في وضع يجبرهم الخضوع لثلاثة حلول جميعها تنعكس على أصحابها بالسلب، فإما قطع المسافة مشيا على الأقدام ويلجأ إليها أولئك الذين لا تتوفر لهم الحلول الأخرى، وهي تدخّل الأولياء ونقل التلاميذ بسياراتهم إذا توفرت أو الاستسلام لسيارات الأجرة التي كثيرا ما تكبدهم تكاليف إضافية هم في غنى عنها، وهذه الظروف غير المستقرة -حسبهم – في التنقل من وإلى المؤسسة التربوية ستؤثر لا محالة في تحصيلهم العلمي الذي يوحي أنه سيكون كارثيا بالنظر إلى الظروف الأولية للدخول المدرسي.
وحمّل الأولياء مسؤولية أي تراجع في أداء التلاميذ إلى السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء حل أزمة النقل بهذه الجهة والتي يعاني منها الجميع ولا تقتصر فقط على التلاميذ، إذ أشار إليها الكثيرون قبل ذلك، غير أنها لم تحظ باستجابة وما تزال معاناة السكان مع هذا المشكل قائمة وأضحى هاجسا يوميا يؤرقهم، معربين عن سخطهم لإجبارهم على معايشة متواصلة لهذه الظروف.
وأوضح السكان من جهتهم أنهم في حرب يومية للظفر بفرصة التنقل مستائين للنقص الفادح لهذه الخدمة وتماطل سائقي الحافلات والتأخير بالساعات الذي تسجله محطتهم فيما يخص وسائل النقل باتجاه مختلف البلديات المجاورة، كعين البنيان ورايس حميدو وباب الواد، مشيرين إلى أن المشكل يتكرر على مدار أيام السنة، أما أيام العطل ونهاية كل أسبوع فحدث ولا حرج، ما يجعل هؤلاء مجبرين على الاستعانة بسيارات الأجرة أو الكلونديستان التي أفرغت جيوبهم وكلفتهم دفع مبالغ إضافية هم في غنى عنها بسبب غلاء أسعارها.
واشتكى السكان من تعرضهم للاستغلال المتواصل من سائقي الأجرة الذين لا يجدون حرجا في رفع الأسعار، خاصة في أيام العطل ونهاية الأسبوع نظرا لعدم توفر البديل في متناول المواطنين، حيث يفرض أصحاب سيارات الكلوندستان أسعارا مرتفعة مقابل نقلهم إلى السوق البلدي أو نقل مريض إلى المستشفى، مع العلم أن هنالك العديد من سائقي الأجرة يقومون برفع السعر المتداول بين أقرانهم، نظرا لجشع العديد منهم، مشددين على ضرورة تخليصهم من هذا الوضع من خلال تدخل المسؤولين والعمل على توفير النقل الحضري وتحسين نوعية الخدمات المقدمة من طرف النقل الخاص، دون اغفال ضرورة محاسبة المتقاعسين عن أداء واجبهم في توفير خدمة حسنة للزبون واحترام مواعيد الإقلاع من المواقف والمحطات، خاصة مع تدني الخدمات الموفرة في هذا المجال والتي تجاهلت التوصيات التي وجهت للقائمين على القطاع بالعاصمة لإيجاد حل لأزمة النقل بمختلف أشكالها.