يا أنت
يا رمز التناقضات المتصاعدة
يا أيها الرمادي المتربع على سحنة عتبي
أخبرني بحق ما تؤمن به من أقدار
عن سر هذا الائتلاف
وكل ذاك الاختلاف
وكيف أننا
متداخلان
….
متداخلانِ
مكرك بليلي
بياضيَ بسُؤددك
نور مكرك وعِتمَة ظني
كيفَ صِرتُ مِنكَ وصِرتَ مِني؟
وكيف هكذا بفكرة الحبر توحدنا؟
………
لو تَفَتَحَتْ براعمُ الحياةِ في دمي
لأَينعَتْ في فمك
وبدأَتْ تَهطِلُ من يدي
كصرخات حبلى بجيناتك
كقطراتِ الندى فوقَ أزهارِ الحبق
تُريدُ انبثاقَ فجرِ العطرِ
تتصاعدُ بازدحامٍ
تضجُّ في داخلي
تكادُ تُمزّقُ شراييني
لتخرجَ وتشقَّ الهواءَ
خاطفةً عطر السطورِ
لتهدأَ فصول الحياة
…..
ها قد أتيتُ يا زمن
على عتبةِ الطموحِ
لن أنتظرَ مكوثاً
ضمنَ قضبانِ الذاتِ
رحلةُ الحياةِ تُدمي
مرارةَ الشجونِ
لتروي حديقةَ الأملِ
فتُثمِرُ شجرةُ العمرِ
………
أرفضُ أن يَقرَأني الغروبُ
ويَرحلُ بي اللاحدودُ
أنا من تَزهو بالشمسِ
وتَخضَوضَبُ في ظِلِّها
فليمضغْ ذاكَ الغسقُ
تِلكَ النفسُ الآدميةُ
……..
أنا أنثى… يُريدها السكونُ
أنا أنثى… روحٌ لا جسدٌ
امرأةٌ… لَعَنَتْ لغةَ الأجسادِ
تُريد انبثاقَ فجرِ ابتسامتها
لن تركعَ لرضابٍ تُثملها
ولا…. لأحضانٍ تُنعِشُها
ثم تُقْطَفُ… زهرةً… زهرة
فقط بالروحِ أسمو
لأرسو على الشاطئ المفقود
…. حزينةٌ أنا…
عائمةٌ في بحرِ الصمتِ
ضَيَّعني المرسى
أتلاطمُ بأمواجِ القهرِ
أصارعُ غرقَ النسيانِ
لن أكونَ كالماءِ يتخذُ شكلَ الإناءِ
سيلٌ جارفٌ بالحبِ… أنا
لا يحجبُ عاطفتي إناء
…….
أيها الأمل… إني أنظُركَ
كما تَنظرُُ المجوسُ إلى النارِ
كما ينظرُ القمرُ إلى نورِ الشمسِ
كما ينظرُ البشرُ إلى ربِ السماءِ
شغفي وَجَعُكَ أيها البعيدُ
لمستُ جِراحَكَ….. قرأتُ أنَّاتِكَ
فأعلنتُ أنكَ كنزٌ
فلا ترحلْ
يا سدرةَ الخلود
و تفاحة القصيدة