نظم المجلس الشعبي الوطني، الأحد، دورة تكوينية متخصصة لفائدة النواب، تمحورت حول موضوع “أمن الهواتف الذكية”، وذلك في إطار جهود المؤسسة التشريعية لتعزيز الثقافة الأمنية الرقمية لدى ممثلي الشعب، وتوعيتهم بمخاطر الفضاء السيبراني.
وأشرفت لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية على تنظيم هذه الدورة، التي أقيمت تحت رعاية رئيس المجلس، إبراهيم بوغالي، حيث ركزت على تسليط الضوء على المخاطر المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية، لا سيما ما يتعلق بالبيانات الشخصية الحساسة التي قد تتعرض للاختراق أو الاستغلال من قبل جهات غير مخولة. كما تضمن البرنامج التكويني عدة محاور عملية، من أبرزها التعريف بأساليب الاحتيال الرقمي الأكثر شيوعا مثل الهندسة الاجتماعية، البرمجيات الخبيثة، والتطبيقات المزيفة، إلى جانب عرض آليات الوقاية منها، وأفضل الممارسات لحماية خصوصية البيانات. كما تناولت الدورة مفهوم “الحدود الآمنة” في مشاركة البيانات الرقمية، وطرق الاستخدام الواعي للتطبيقات، إضافة إلى قواعد تصفح الإنترنت بشكل آمن. وقد تم التأكيد على أن الوعي الرقمي لا يقل أهمية عن أي أداة تشريعية في ظل عالم باتت فيه المعلومات الرقمية هدفًا رئيسيًا لهجمات متطورة. وفي كلمة له بالمناسبة، شدد النائب عفيف ابليلة، رئيس اللجنة المنظمة، على أن حماية الهواتف الذكية لممثلي الشعب تُعد ضرورة قصوى بالنظر إلى طبيعة مسؤولياتهم، مؤكدا أن أي خرق قد يشكل خطرا على المعطيات الشخصية أو حتى على مؤسسات الدولة. ومن جانبه، أكد الخبير في تكنولوجيات الإعلام والأمن السيبراني، عبد الحميد قدي، الذي أطر الدورة، أن “أمن الهواتف الذكية هو جزء لا يتجزأ من الأمن السيبراني العام، وأن أي اختراق في هذا المجال قد يؤدي إلى أضرار تمس الأفراد والمؤسسات وحتى الدول بأكملها”. وتأتي هذه المبادرة في سياق ديناميكية جديدة يشهدها المجلس الشعبي الوطني، تهدف إلى التكيّف مع التطورات التكنولوجية وتعزيز القدرات المعرفية والتقنية للنواب بما يتماشى مع التحديات الرقمية المتنامية في العصر الحديث.
إيمان عبروس
