تكلف إنتاج 49 مسلسلاً مصرياً، عرضت هذا العام، أكثر من ملياري جنيه (111 مليون دولار)، ما أثار الكثير من الجدل، خاصة في ظل الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تتعرض لها مصر
.
وإلى جانب البذخ غير المبرر، اتسمت مسلسلات هذا العام بأنها كانت ساحة للمشاهد الإباحية والمخدرات والبلطجة والإساءة للمتدينين والاشتباك السياسي الذي أفرزته بعض تلك المسلسلات.
كما اتسمت دراما رمضان 2017 بأنها شهدت وقف مسلسل قبل انتهائه للمرة الأولى، وتقديم “المصنفات الفنية” 9 بلاغات ضد مسلسلات، بسبب مخالفات متنوعة، فضلاً عن إعلان “المجلس الأعلى للإعلام” عن فرض غرامة قيمتها 200 ألف جنيه ضد المسلسلات المخالفة.
مشاهد خادشة
تأتي المشاهد الخادشة للحياء في المرتبة الأولى من ناحية المخالفات التي شهدتها الأعمال الفنية خلال رمضان الجاري، حيث أصبح معتاداً الاستماع إلى سباب بذيء، أو مغازلات صريحة وإيحاءات جنسية ضمن المشاهد المعروضة.
وفي تصريحات صحفية أعلن أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، عن رفض بعض الدول العربية شراء مسلسلات مصرية بسبب تلك البذاءات، فيما طالبت وكيلة اللجنة، نشوى الديب، بوضع ميثاق شرف وكود درامي، بعد أن تسببت المسلسلات التلفزيونية في تراجع احترام الجار والكبير والترابط الأسري.
تنويهات بلا قيمة
مع تلك المخالفات حرص القائمون على الأعمال الدرامية هذا العام على التنويه إلى الفئات العمرية التي تناسب المسلسلات المعروضة بنهاية تتر البداية، حيث تم تقسيمها إلى (12+) و(16+) و(18+)، وهي التنويهات التي فسرها الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحات صحفية، بأنها وسيلة للابتعاد عن “وجع الدماغ”، أو التعرض لاتهامات بعرض بذاءات أو مشاهد غير لائقة.
محاكم وشهرة
وصلت خلافات المسلسلات إلى المحاكم، حيث يواجه صناع المسلسل الرمضاني “في الـ لا لا لاند” أزمة قضائية، بعد صدور حكم من المحكمة الاقتصادية بوقف بث المسلسل على قنوات “سي بي سي” بعد تقدم مؤلف مسلسل “الجزيرة” بأدلة أن مسلسله تم السطو عليه من جانب “لا لا لاند”.
ورغم عدد المسلسلات الكبير، فإن معظم ترشيحات المشاهدين جاءت لصالح مسلسلات: لا تطفىء الشمس، لأعلى سعر، وكلبش، كفر دلهاب، هذا المساء، حلاوة الدنيا، خلصانة بشياكة، هربانة منها، الزيبق. أما أفضل ممثل فكان الفنان الشاب أحمد مالك، ثم يوسف الشريف، وحنان مطاوع، واحتل ياسر جلال مرتبة متقدمة في أفضل الممثلين وفقاً لاستطلاعات أخرى.
محاربة الإرهاب أم الدين؟
تضمنت مسلسلات رمضان 2017 المزيد من الأعمال التي هاجمت الإسلاميين، إلا أنها تحولت، كالعادة، إلى هجوم على الدين كله، وهو ما لاحظه الكاتب الكويتي عبد العزيز صباح الفضلي، الذي أشار في أحد مقالاته إلى “ظهور مسلسلات عدة تحاول إلصاق صفة الإرهاب والتطرف بالمتدينين، وتصورهم على أنهم يلهثون وراء المتعة الجنسية، ويسوّغون الفتاوى من أجل إشباع رغباتهم”.
وفي نفس السياق جاء مسلسل “الجماعة 2” ليثير المزيد من الجدل حول الأحداث التاريخية التي تضمنها، والتي اعتبرها الإخوان مزيفة وتشوه صورة رموز الجماعة، في حين غضب الناصريون من تأكيد المسلسل انتماء جمال عبد الناصر للإخوان، ودورهم المؤثر في ثورة يوليو 1952.
كما تعرض مسلسل “لا تطفئ الشمس” لأزمة عاصفة بعد أن ظهرت على أحد الحوائط خلال أحد مشاهده عبارة “السيسي خائن”، ما اضطر الشركة المنتجة للاعتذار.
وكان مسلسل “غرابيب سود” الأكثر إثارة للجدل؛ بسبب الصورة السيئة التي يقدمها للمسلمين، واستناده إلى أكذوبة “جهاد النكاح”. ودون إعلان للأسباب تم وقف المسلسل عند الحلقة العشرين بعد الأزمة التي أثارها خاصة في دول الخليج. وفي المقابل غابت هذا العام المسلسلات التاريخية والدينية التي تتناسب مع أجواء الصيام.