شهدت الجزائر واحدة من أبرز الفعاليات الوطنية التي تسلط الضوء على كفاءاتها العلمية في الداخل والخارج، حيث نظمت مؤسسة “وسام العالم الجزائري” احتفالية مميزة تحت شعار “نعم للجزائر علماؤها” خصصت لتكريم أربعة باحثين جزائريين بارزين على المستوى الدولي.
الحدث الذي انعقد في المركز الثقافي لجامع الجزائر، حمل في طياته إشادة بإنجازات العلماء الجزائريين وإبراز أدوارهم الريادية في مختلف الحقول العلمية. وحضر الاحتفالية، نخبة من الشخصيات العلمية والدينية والسياسية من بينهم عميد جامع الجزائر، الشيخ مأمون القاسمي الحسني وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج سفيان شايب ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد إلى جانب ممثلين عن المجلس الدستوري ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف وشخصيات علمية وبرلمانية وطلبة.
أسماء لامعة في فضاء العلم..
جاء التكريم هذا العام، ليشمل أربعة باحثين متميزين في مجالات مختلفة ساهموا من خلال أعمالهم العلمية في الارتقاء بالمكانة العلمية للجزائر عالميا.
محمد بورنان: رائد الإعلام الآلي الكمي..
يعتبر الدكتور محمد بورنان، المولود في عام 1962، من الأسماء الرائدة عالميا في مجال الإعلام الآلي الكمي. ويشغل حاليا منصب أستاذ في إحدى الجامعات المرموقة بالسويد، حيث يترأس فريقا بحثيا معترفا به عالميا ويعمل على مشاريع مبتكرة تعزز من تطبيقات الحوسبة الكمية. انتخب بورنان في عام 2014، عضوا في الأكاديمية السويدية للعلوم وهي المؤسسة التي تشرف على اختيار الفائزين بجائزة نوبل. كما أنه عضو في المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات بالسويد، حيث يرأس لجنة الابتكار. وعلى الرغم من استقراره بالخارج يحرص بورنان على الإسهام بخبراته في المحافل العلمية الجزائرية مما يعكس التزامه الراسخ بدعم العلم في بلده الأم.
مليك معزة: عملاق علوم النانو..
برز الدكتور مليك معزة المولود عام 1963، كواحد من الأسماء الأكثر تأثيرا في مجال علوم وتكنولوجيا النانو. واستقر معزة في جنوب إفريقيا، حيث عمل على تطوير شبكات للعلوم الإفريقية وأسهم في إنشاء مركز متخصص في الليزر. ولا يزال معزة، على صلة وثيقة بالجزائر، حيث يدعم مجموعات بحثية جزائرية ويشارك في مشاريع تعاونية تساهم في تعزيز مكانة البحث العلمي بالجزائر. إن جهوده المستمرة لتطوير علوم النانو في القارة الإفريقية تجعل منه رمزا للابتكار والتعاون العلمي.
مها سعدي عاشور: سيدة الابتكار في الاتصالات..
تمثل الدكتورة مها سعدي عاشور نموذجا مشرفا للمرأة الجزائرية في مجال العلوم، حيث تعد من رواد الاتصالات اللاسلكية والبصريات والشبكات على المستوى الدولي. مها المولودة في 1963، تحمل في جعبتها 300 براءة اختراع وخبرة مهنية تمتد لأكثر من 30 عاما في ريادة الأعمال والابتكار بالولايات المتحدة الأمريكية. وساهمت عاشور، في تطوير تقنيات حديثة أحدثت تأثيرا كبيرا في قطاع الاتصالات، كما أنها شرفت الجزائر في العديد من المحافل الدولية، لتؤكد أن المرأة الجزائرية قادرة على تحقيق الريادة العالمية.
محمد سحنوني: عالم الآثار الذي أعاد كتابة التاريخ..
الدكتور محمد سحنوني المولود عام 1956، عالم آثار متميز أعاد التأريخ للتواجد البشري في الجزائر من خلال أبحاثه الميدانية في موقع “عين بوشريط” بولاية سطيف. واكتشف سحنوني، أن هذا الموقع يمثل ثاني أقدم تواجد بشري في العالم بعد موقع “قونا” في إثيوبيا. وساهمت أعماله في دحض المزاعم الاستعمارية التي حاولت طمس الحقائق التاريخية المتعلقة بالجزائر، مما يجعله شخصية بارزة في الحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه على الصعيد الدولي.
احتفاء برمزية جامع الجزائر..
لم يقتصر الحفل على تكريم العلماء فحسب بل كان جامع الجزائر جزءا من الرسالة الرمزية لهذه الاحتفالية. وقد تم تكريم عميد جامع الجزائر الشيخ مأمون القاسمي الحسني، تقديرا للجهود التي بذلتها المؤسسة في دعم العلم والعلماء. وأكد المنظمون، أن اختيار المركز الثقافي لجامع الجزائر لاستضافة الحدث يعكس مكانة هذا الصرح كرمز للتقدم العلمي والثقافي والديني ودوره في احتضان الفعاليات التي تبرز كفاءات الوطن من مختلف التخصصات والأجيال.
رسالة الحدث: العلم قاطرة التنمية..
في كلمته خلال الحفل، شدد المشرف العام على الوسام، محمد موسى بابا عمي، على أهمية الاحتفاء بالكفاءات العلمية قائلا: “هذه الشخصيات المكرمة تمثل نموذجا يحتذى به للأجيال القادمة، ورسالة تؤكد قيمة العلم في بناء حاضر ومستقبل الجزائر. إنهم تجسيد حي لقدرة الإنسان الجزائري على تحقيق الريادة عالميا”.
محمد بوسلامة


