دخلت حفلات “البيبي شاور” أجندة المناسبات في المجتمع الجزائري ولو بنسبة ما تزال محتشمة، خاصة وسط الحوامل الشابات والعصريات، و”البيبي شاور” هي تقليعة غربية في الأساس، عبارة عن احتفال تقيمه المرأة الحامل وتدعو إليه صديقاتها وقريباتها، ضمن فكرة معينة. وعادة ما تقدم الأم الحامل هدايا تذكارية لضيفاتها، فيما تتلقى منهن هدايا للمولود، وبعد أن كانت حفلة عفوية، ها هي “البيبي شاور”، تدخل في برامج عدد من المؤسسات والوكالات المعنية بإقامة وتنظيم مختلف أنواع الحفلات والمناسبات الاجتماعية، وهو ما بدأت به البعض من اليوتوبرز الجزائريات.
ظهرت في الآونة الأخيرة حفلات “البيبي شاور”، وهي من العادات الجديدة التي تتعلق بالمرأة الحامل وجنينها، في احتفالية دخيلة على جميع المجتمعات عربية أو غربية، و يقوم خلالها بالكشف عن جنس المولود المنتظر، وروجت لها مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتمدتها بعض الفنانات والمشاهير أثناء حملهن، بهدف الكشف للعائلة والأصدقاء عن جنس المولود، ولما لا اختيار الاسم المناسب له.
“الأنستغرام” يؤكد انتشار الظاهرة

“البيبي شاور” عادة تبنتها العديد من الأمهات المستقبليات خلال حملهن في الجزائر، والدليل الكثيرات اللائي شارك الجميع فرحتهن في تلك الاحتفاليات، من خلال تنزيل صور وفيديوهات للحفل خاصة على تطبيق “الانستغرام”، الذي يكون باللونين الأزرق والوردي للذكر والأنثى، حيث تخلق المناسبة نوعا من الفضول للمدعوين إلى الحفل، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء.
“روّجته وسائل التواصل واتبعته المولعات بالمظاهر”
اعتبرت السيدة “مريم” وهي أم لثلاثة أطفال، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عن ترويج العديد من العادات الغريبة التي لا جذور لها في مواقعنا، بل تجدها نوعا من الترويج الاقتصادي فقط، والدليل على ذلك، أن هذا النوع من الاحتفاليات مليء بمظاهر البذخ والتفاخر، إذ تستعين الحوامل بشركات متخصصة لتزيين قاعة الحفل بالزهور والإضاءة، وتصوير المناسبة، وتقديم الوجبات للمدعوين، وتوزيع الهدايا عليهم، مضيفة أن كل ذلك بالنسبة لها، تسبيق للحوادث لطفل لم يأت إلى هذا العالم بعد.
أما “لامية” أم لطفلين فقالت “بيبي شاور”، حفل عائلي تقيمه الحوامل، وكثيرة هي الدعوات التي تلقيتها من عند الصديقات مؤخرا، ينظمنه عند إتمام الشهر الخامس من الحمل، للإعلان عن جنس الجنين، إلا أنني لست مقتنعة بتاتا بالفكرة، ففي العادة كان الكشف عن جنس الجنين يتم دون أية احتفالية، فينتقل الخبر من شخص لآخر، وهناك من لا تحب الكشف مطلقا عن جنس الجنين حتى يولد، وكانت كل الاحتفالية تتم بعد وضع الأم لرضيعها في ما يعرف بـ “السابع”، حيث تقام عادات بدعوة العائلة والأصدقاء وتحضير بعض الحلويات التقليدية، وهناك يسأل كل واحد عن اسم الجنين”.
أما “راضية”، فكانت لها وجهة نظر أخرى، حيث قالت: “لا أرى مانعا من تبني عادة جميلة خلال أروع مرحلة في حياة المرأة، فكل أم تجدها تعبر عادة عن فرحتها بذلك النوع من الاحتفاليات، فالحفلة عبارة عن إثارة لفضول المدعوين لجعلهم يحاولون معرفة ما إذا كان الجنين ذكرا أم أنثى، فتقوم الأم بتحضير ديكور بين الوردي والأزرق، ويتم تحضير حلويات باللونين، وبالونات باللونين وتجعل الأم لون الجنين داخل شيء يتم الكشف عنه في الاحتفالية؛ الأزرق إذا كان ذكرا والوردي إذا كانت بنتا، ومن هنا تحدد العائلة ما يجب تقديمه كهدية للأم ومولودها الجديد.
مع الحفل وضد المبالغة
من جهتها، لفتت خولة أم لطفل، النظر إلى أنها تعارض المبالغة في هذا النوع من الاحتفاليات، لكن لا بأس أن يتم ذلك فقط من أجل المرح ومحاولة إدخال الطاقة الإيجابية إلى العائلة وكسر الروتين، لكن ليس لدرجة التقليد الأعمى وإدخال مثلا، الزوج في ضيق مالي من أجل احتفالية لا فائدة منها.
لمياء بن دعاس