ما زال قاطنو الحي الفوضوي سيدي سالم التابع إداريا لبلدية البوني، ينتظرون الفصل في مطالبهم مع تدخل والي عنابة لإنقاذهم من معاناتهم اليومية مع القصدير خاصة مع انخفاض درجة الحرارة وتساقط كميات معتبرة من الأمطار التي تتسرب إلى بيوتهم بمجرد حلول فصل الشتاء، مؤكدين على ضرورة تحديد تاريخ ترحيلهم إلى سكنات لائقة للتخلص من معاناتهم اليومية.
خاصة أن الحي الفوضوي بسيدي سالم يتكون من بيوت فوضوية وأخرى قصديرية هشة لا تتوفر على ظروف الحياة الكريمة، وعليه يعاني سكان هذه الخِرب في صمت، حيث عبّر ممثلون عن سكان الحي الفوضوي بسيدي سالم عن استنكارهم وتذمرهم الشديدين إزاء تماطل السلطات المعنية بعنابة في التكفل بوضعيتهم ومعاناتهم المستمرة منذ أزيد من 15 سنة، وهم يعيشون تحت أسقف البيوت القصديرية والبناءات غير اللائقة رفقة عائلاتهم، رغم عمليات الترحيل التي باشرتها السلطات المعنية مؤخرا، والتي شملت عددا من الصيغ السكنية، حيث تم توزيع 240 وحدة سكنية بالمدينة الجديدة “بن مصطفى بن عودة” التابعة للمقاطعة الإدارية ذراع الريش، إضافة إلى ترحيل أكثر من 200 عائلة بحي القنطرة ببلدية سيدي عمار خلال الأشهر الماضية، وهو ما دفع سكان البناء الفوضوي سيدي سالم إلى مناشدة الجهات المعنية التدخل لإنصافهم، مستنكرين تجاهل وضعيتهم “المتأزمة” وانشغالاتهم المشروعة ـ على حد تعبيرهم ـ ، والمتعلقة أساسا بالتعجيل في إعلان قائمة المستفيدين من السكن، وتجسيد التزامات ووعود والي عنابة، الذي تعهّد خلال لقاءاته السابقة مع رؤساء الأحياء بإنهاء معاناة قاطني فوضوي سيدي سالم، في أقرب الآجال وهو الأمر الذي أثار حفيظة واستياء السكان المعنيين، في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشونها.
من جهة أخرى، نظم سكان الحي الفوضوي بسيدي سالم، في وقت سابق، عديد الوقفات الاحتجاجية أمام مقر ولاية عنابة، وبلدية البوني، لتبليغ معاناتهم إلى وزارة السكن التي طالما تعهّدت بالقضاء على البناءات الفوضوية في الآجال الممكنة، وإنهاء معاناة المواطنين عبر تراب الوطن، وهي العملية التي يراها ممثلو الحي الفوضوي بسيدي سالم مجحفة بحقهم ولم تلتفت إليهم السلطات رغم المراسلات المتكررة التي حولت إلى كل المسؤولين المتعاقبين على الولاية، وقد تم تقديم وعود بمثابة جرعة أكسجين مؤكدين فشل وقفاتهم الاحتجاجية ومراسلاتهم المتكررة للهيئات الوصية .
رغم الإحصاء سنتي 2010 و2018.. لا جديد يذكر
وكانت السلطات المحلية لولاية عنابة، قد باشرت قبل سنوات قليلة عمليتين متتاليتين لإحصاء قاطني الحي الفوضوي بسيدي سالم، العملية الأولى سجلت سنة 2010، والثانية سنة 2018، كلّفت بها لجان السكن والأحياء بالولاية، غير أن عملية نشر قوائم المستفيدين من الترحيل لم يفصل في موعدها بعد وتأخرت، لأسباب مجهولة، بالنظر إلى أن سلطات الولاية، قد باشرت عمليات الترحيل مؤخرا على مستوى بلديتي وادي العنب وحي القنطرة بسيدي عمار، دون أن تلتفت لبقية الأحياء الفوضوية.
أنفال. خ