رغم طفرة اكتشافات غاز شرق المتوسط فإنها لا تقارَن بالاحتياطيات الهائلة التي تمتلكها الجزائر

تقرير دولي يكشف تصدر الجزائر معركة الغاز عالميا بأرقام لا تُنافَس

تقرير دولي يكشف تصدر الجزائر معركة الغاز عالميا بأرقام لا تُنافَس

كشف تقرير دولي أمريكي، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرّها واشنطن، أن الجزائر تمتلك ميزة استراتيجية استثنائية في سوق الغاز العالمية، تجعلها في موقع متقدم مقارنة بدول شرق البحر المتوسط، رغم الزخم الكبير الذي أحدثته اكتشافات الغاز في تلك المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

وجاء في دراسة حديثة، نشرت حيثياتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، انه رغم طفرة اكتشافات غاز شرق المتوسط؛ فإنها لا تقارَن بالاحتياطيات الهائلة التي تمتلكها الجزائر، وتؤكد دورها لاعبًا رئيسًا في سوق الغاز العالمية، بخاصة السوق الأوروبية، مضيفة انه أن احتياطيات غاز شرق المتوسط، رغم حجمها، تظل متواضعة مقارنة باحتياطيات الغاز الجزائري. وأكدت دراسة حديثة، أنه وراء الأرقام الهائلة، يتجسّد التفوق الجزائري في البنية التحتية المتطورة التي تمثل صمام الأمان للإمدادات الأوروبية، فضلًا عن استقرار العلاقات مع جيرانها، في المقابل تتعثر مشروعات الغاز في شرق المتوسط بسبب التوترات الجيوسياسية والاقتصادية. وتعد اكتشافات غاز شرق المتوسط خطوة مهمة نحو تنويع مصادر الطاقة التي تغذي الأسواق الأوروبية، بحسب دراسة أجراها معهد بيكر للسياسات العامة، غير أن حجم الاحتياطيات لا يُعد حاسمًا في تغيير المعادلة؛ إذ تحتضن المنطقة موارد متبقية عالية الجودة وقابلة للاستخراج تُقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، وفقًا لتقرير سابق من شركة وود ماكنزي، ورصدته وحدة أبحاث الطاقة. في حين قدر الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط أسامة مبارز، حجم احتياطيات الغاز غير المكتشفة في المنطقة بنحو 300 تريليون قدم مكعبة، وفقًا للدراسات المتوافرة، في حين انه، تقدر احتياطيات الغاز الجزائري المؤكدة بنحو 159 تريليون قدم مكعبة بنهاية 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الجزائر ثالث أكبر احتياطيات الغاز الصخري غير المستغلة في العالم، والتي تقدر بأكثر من 700 تريليون قدم مكعبة، بناء على تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وأظهرت دراسة معهد بيكر أن اكتشافات غاز شرق المتوسط تبعث التفاؤل، لكن الموارد الهائلة، فضلًا عن الاستقرار الجيوسياسي والبنية التحتية المتقدمة، تمنح الجزائر ميزة تنافسية لا تضاهى في تأمين الطلب الأوروبي على المدى الطويل، وعلى عكس دول شرق البحر الأبيض المتوسط التي لا تزال تسعى لتطوير المشروعات؛ فإن الجزائر قد قطعت شوطًا طويلًا في تطوير أنظمة نقل الغاز عبر شبكات خطوط أنابيب متقدمة. وحسب ذات الدراسة، فإن خط أنابيب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس، وخط أنابيب “ميدغاز” الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا، يشكلان العمود الفقري للبنية التحتية في البلاد، ومن خلال الشبكة المتكاملة، استطاعت الجزائر أن ترسخ مكانتها مصدرًا رئيسًا للغاز الطبيعي نحو القارة العجوز. كما تدير الجزائر العديد من محطات إسالة الغاز في سكيكدة وأرزيو، ما يتيح لها شحن الوقود إلى جميع أنحاء العالم، ويوفر مرونة غير مسبوقة في قدرات التصدير، يضيف التقرير. وكانت الجزائر -ثاني أكبر مصدر للغاز المسال في أفريقيا بعد نيجيريا- قد صدّرت 11.62 مليون طن في العام الماضي، وبلغت الصادرات 2.24 مليون طن خلال الأشهر الـ3 المنتهية في مارس/آذار 2025، وفقًا لتقرير “مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول من 2025″، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة. وخلال 2024، بلغت حصة الجزائر من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال نحو 6.84 مليون طن، في حين وصلت إلى 1.07 مليون طن خلال الربع الأول من العام الجاري.

سامي سعد