تقدم رقمي محفوف بالمخاطر.. نشر صور الأطفال على مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض

تقدم رقمي محفوف بالمخاطر.. نشر صور الأطفال على مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض

نعيش اليوم في عالم رقمي محفوف بالعديد من المخاطر، وخصوصاً مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده، والذي طال أطفالنا وأثّر عليهم بطريقة سلبية ليس فقط من ناحية تعرضهم لمخاطر التعلق بشاشة الموبايل والأجهزة الذكية وألعاب الكمبيوتر، ولكن أيضاً بسبب انتشار صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت، ما يستدعي تسليط الضوء على الآثار السلبية والمخاطر التي تتربص بهم جراء ذلك، وخصوصاً مع تشعب الآراء بين مؤيد ومعارض لنشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي والتطرق إلى آراء المختصين.

حذّر المختصون الأولياء من نشر صور أطفالهم، حيث أن رغبتهم بمشاركة ابتسامتهم ولحظات فرحهم مع العالم، قد تكون لها عواقب عديدة، منها التنمّر على القاصرين وإساءة استخدام الصور من قبل الغرباء، أما التهديد المتطور فيتمثل في أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات “التزييف العميق”.

من الأمثلة التي طرحها الخبراء لإساءة استخدام صور الأطفال، أن طلاب المدارس الثانوية في نيوجيرسي استخدموا في الصيف الماضي أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور فاضحة لزملائهم في الفصل باستخدام “الصور الأصلية”، وأشارت إلى أنه “زعم أن طالباً في مدرسة ثانوية في مدينة إيساكوا بولاية واشنطن استخدم صوراً حقيقية لزملائه في الفصل لإنشاء صور فاضحة، والتي تم بعد ذلك مشاركتها”.

وفي إسبانيا، قال آباء لأكثر من 20 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاماً، إن صور أطفالهن تم تعديلها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي حيث أنشئت لهن صور مسيئة.

وبحسب العالم البارز ومدير الأبحاث في معهد علوم المعلومات بجامعة جنوب كاليفورنيا، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي “تحتاج إلى صورة واحدة فقط الآن”، ويقول “يمكنك تدريب الذكاء الاصطناعي على التقاط ملامح وجه شخص ما، لذلك إذا كان الذكاء الاصطناعي قادراً على التقاط ملامح وجه طفل، يمكنك استبدالها بمقطع فيديو”.

 

تحرش.. ضغوط نفسية وإصابة بالعين

التقت “الموعد اليومي” بمجموعة من الأمهات لمعرفة آرائهن حول ظاهرة نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، فتنوعت ردودهن، فالسيدة نادية محامية قالت: “أرفض ذلك رفضاً باتاً لأني على علم بخطورة ذلك، وخصوصاً فيما يتعلق بكثير من القضايا التي تتعلق بالابتزاز الإلكتروني والتحرش، خصوصاً وأن الأمر لا يقتصر على نشر صور الأطفال فقط، بل يقوم بعض الآباء بعمل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للطفل في سن صغيرة ما يعرضهم للكثير من المخاطر”.

أما السيدة آيات محمد أخصائية تربوية ونفسية فقالت: “لا أحبذ نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي أو نشر أسماء أو أي معلومات عنهم، لأن ذلك يوسع دائرة المخاطر عليهم، كما أن تسليط الأضواء على الطفل في سن صغيرة يعرضه لضغوطات كبيرة جداً، ويزيد من توتره، ويعجل بدخوله في نوبات نفسية”.

من جهتها، قالت السيدة أمينة وهي أستاذة في الطور المتوسط “حوادث كثيرة يتعرض لها الأطفال، ومنهم من يهاجمه المرض بين يوم وليلة بسبب عرض صورهم على الملأ، ولذلك أبداً لا أوافق على نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت بوجه عام، فالعين حق وكثير من الأطفال يتعرضون لمشاكل خطيرة بسببها، ولذلك على الأبوين حماية أطفالهم من العيون القاسية والنفوس الضعيفة”.

 

مختصون يعتبرونه خطرا

أكد الخبراء المختصون على أن نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت خطأ فادح يعرضهم لكثير من المشاكل، كونه خطراً مؤكداً يعرض الأطفال لمخاطر جمة، وذلك بحسب تقرير “سكاي نيوز عربية” ويتمثل هذا الخطر فيما يلي:

= اقتحام خصوصية الأطفال والتأثير على نفسياتهم سلباً في مراحل لاحقة، وخصوصاً مع تخزين الصور عبر الأنترنت.

= انتهاز الغرباء من ضعاف النفوس تتبع أخبار الأطفال، وخصوصاً مع نشر معلومات عن الأطفال، كتاريخ الميلاد، واسم المدرسة، والأصدقاء.

= تعرض الأطفال للابتزاز الالكتروني.

= التعرض للتنمر عبر الأنترنت، وبالتالي تعرضهم لاضطرابات نفسية قد تؤثر في شخصيتهم بطريقة سلبية.

= التعدي على خصوصية الطفل والتسبب في تذمره وضيقه.

= إدمان الأطفال منذ الصغر لبريق مواقع التواصل الاجتماعي الزائف ولعادة نشر الصور عبرها.

ل.ب