تقارير سوداء عن وضعية الشواطئ قبيل أيام من افتتاحه… تحضيرات بدائية ترهن موسم الاصطياف في العاصمة.. قذارة، تلوث، عدم تهيئة والحظائر عنوان آخر للإهمال

elmaouid

تستقبل شواطئ العاصمة موسم الاصطياف المرتقب افتتاحه في الفاتح من جوان المقبل بغياب شبه كلي لمظاهر التهيئة بها، وتنعدم فيها التجهيزات التي من المفروض أن ترافقها طيلة الموسم، بل وتفتقر أغلبها

إلى مراكز أمن من شرطة ودرك وحتى حماية مدنية رغم أن الموعد المرتقب لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام معدودات في وضع استنفر لجنة الفلاحة والري والصيد البحري والسياحة بالمجلس الشعبي الولائي التي شددت على ضرورة التعجيل بإتمام التحضيرات، متوعدة برفعها لتقارير سوداء عن جميع الشواطئ التي وقفت عليها بالعاصمة بعدما لمست درجة التقهقر الذي لحق بها، بحيث تحولت بعضها إلى مفارغ عمومية بعدما غطت النفايات رمالها وأخرى دون تجهيزات ودون مراكز أمنية، والبعض الآخر لم ينصب الكراسي والشمسيات لتأكيد مجانيتها كما تم التأكيد عليه سابقا، في حين لا تزال أخرى تحت رحمة مسيري حظائر أكل عليها الدهر وشرب وأضحت على درجة متقدمة من الاهتراء.

 

“النخيل” بسيدي فرج،”القرية السياحية” بزرالدة ،”فرانكو” برايس حميدو ،”البهجة” بعين البنيان وغيرها، كلها شواطئ لم ترق بعد إلى مستوى استقبال المصطافين في الفاتح من جوان، حسب ما ذهبت إليه لجنة الفلاحة والري والصيد البحري والسياحة بالمجلس الشعبي الولائي التي شددت لهجتها الموجهة للقائمين على الأشغال والذين تلقوا انتقادات لاذعة بسبب التأخر الكبير في أشغال التهيئة، في وقت لم يعد يفصلنا عن موسم الاصطياف سوى أيام قليلة.

 

وديان المياه القذرة تصب في شواطئ مجهزة لاستقبال المصطافين

لم يجد المسؤولون على شواطئ “البهجة”،”النخيل” و”الصخرة الكبرى” حرجا في تسجيل شواطئ مهددة بكارثة إيكولوجية بفعل المياه القذرة التي تصب بها كشواطئ مهيأة لاستقبال المصطافين، ما جعل اللجنة الولائية تحتج على هذا القرار لتهديده سلامة الأشخاص، فوادي بني مسوس يصب مباشرة في شاطئ “البهجة”، على غرار النفايات المتراكمة، يحدث هذا أمام غياب الجهات الوصية، التي من المفروض أن تمنع السباحة فيه، خاصة أن القنوات الخاصة بهذا الوادي مرتبطة مباشرة مع مياه البحر، الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء اللجنة الذين رفضوا قرار سماح استغلاله وطالبوا مديرية السياحة بالتدخل العاجل لغلق الشاطئ بعد إجراء التحاليل اللازمة التي من خلالها يتبين اختلاط الوادي مع مياه البحر، والخطر الذي يهدد صحة وسلامة المصطافين.

نفس الوضع مع شاطئ “النخيل”، الذي تنبعث منه روائح كريهة جراء تدفق المياه القذرة في المياه مباشرة، أما بالنسبة لشاطئ “الصخرة الكبرى” فحسب شهادات القاطنين بالقرب منه، فإن المياه القذرة التي تصب مباشرة في الشاطئ وأمام مرأى المصطافين مصدرها سكان القصدير الذين ربطوا قنوات الصرف الصحي بمنبع مياه عذبة كان يصب مباشرة في البحر، ما أدى إلى تلوثه وبات غير صالح للاستعمال، الوضع الذي أدى بالمنتخبين إلى المطالبة بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، بالنظر إلى الخطر الذي تشكله هذه الشواطئ على المصطافين في حال عدم التكفل بها بصفة استعجالية.

 

إجراءات بدائية للتنظيف لمجابهة أكوام النفايات المتدفقة

نددت لجنة السياحة والفلاحة خلال الزيارة الميدانية، بالسلبيات الكثيرة التي تطبع واقع الشواطئ العاصمية، على غرار عدم نظافة محيط الشاطئ وانتشار النفايات التي يتم رفعها من قبل عدد قليل من أعوان النظافة التابعين لمؤسسة ديوان حظائر التسلية والرياضة لولاية الجزائر “اوبلا” بطرق بدائية، وهو ما رفضه هؤلاء، مطالبين بضرورة تجهيز الأعوان بوسائل حديثة تسهل عملية جمع ورفع النفايات من الشواطئ.

أما بخصوص حظائر السيارات، فهي الأخرى تعرف حالة كارثية ودرجة متقدمة من الاهتراء، في وقت سجل تأخر كبير في عمليات التهيئة التي خصصت لها، ناهيك عن السلالم التي وجدت أغلبها في وضعية جد متدهورة وتشكل خطرا على مستعمليها، كما هو الحال في شاطئ “الأزرق” بزرالدة الذي سيتم فتحه للمصطافين خلال موسم الاصطياف المقبل.

وبالحديث عن التجهيزات، فكل الشواطئ التي كانت محل الزيارة، ما تزال ورشات مفتوحة وتنعدم فيها التجهيزات، من دورات المياه، مرشات، إضافة إلى غياب مراكز الأمن والدرك الوطني والحماية المدنية التي لم تنصب بعد، وحتى الطاولات والكراسي التي قيل عنها إنها مجانية غائبة، ما أدى بأعضاء اللجنة إلى مطالبة السلطات الولائية بضرورة التعجيل في اتخاذ كافة الإجراءات للانتهاء من أشغال تهيئة الشواطئ قبل الموعد الرسمي لانطلاق موسم الاصطياف.

في ذات السياق، أبدت اللجنة تخوفها من البقع الحمراء التي ظهرت على مستوى سطح البحر في كل من شاطئ “سان كلو” بالحمامات وبكميات كبيرة بشاطئ “الصخرة الكبرى” بعين البنيان، خاصة لعدم معرفة مصدرها الحقيقي، غير أنه وبحسب ما تناقله بعض الأعضاء فقد يكون مصدر الاحمرار من مواد سامة منبعثة من المصانع القريبة وكذا من النفايات التي ترميها المستشفيات ومخابر التحاليل القريبة من الشريط الساحلي، وهو ما جعلهم يتساءلون عن مدى خطورة هذه البقع على المصطافين، مطالبين بإجراء تحاليل لمياه البحر بصفة استعجالية، وفي هذا الصدد، كشفت مقررة لجنة السياحة، سعاد مسعودي مخالدي، أنها سترفع تقريرا مفصلا عن وضعية هذه الشواطئ لوزارة البيئة التي ستتخذ بدورها إجراءات استعجالية لحماية المصطافين من أي خطر يهددهم.

من جهته، رد مدير السياحة، نور الدين منصوري، أن السلطات تحلل مياه البحر قبل اتخاذ أي قرار يخص غلق أو فتح شاطئ معين للمصطافين.

 

مدمنون يحرمون المصطافين الأمن والأمان

أثارت اللجنة في تقريرها الأسود الذي تعمل على رفعه موضوعا ملفتا على مستوى شاطئ “سبور نوتيك” برايس حميدو، حيث وبالإضافة إلى وجود مكب للنفايات بالقرب من الشاطئ ، على غرار مخلفات مصنع الإسمنت الموجود بمحاذاته، فقد تلقوا تحذيرات من رئيس جمعية حماية البيئة البحرية، سليم جنات، تتحدث عن أن الشاطئ تحوّل إلى مكان لتعاطي المخدرات وهو ما يشكل خطرا على المصطافين لاسيما مع انعدام الأمن، بالنظر إلى موقعه المتواجد داخل نسيج عمراني، في وقت طالب بضرورة وقف تدفق المياه الملوثة المنبعثة من الحي القصديري بالمنطقة مباشرة في الشاطئ، مشيرا إلى الخطر الذي تشكله على الصحة العمومية.

 

متابعات بطيئة ومشاريع لم تغادر أدراج المكاتب

ما يزال مشروع القرية السياحية بزرالدة مجرد حلم لم يرَ النور بعد، رغم أن هذا المشروع المهم كان مبرمجا للتجسيد مع موسم الاصطياف، ليكون وجهة سياحية للسياح المحليين وكذا الأجانب على حد سواء، غير أنه وبحسب تصريح مدير السياحة لولاية الجزائر، نور الدين منصوري، فإن أشغاله عرفت تأخرا كبيرا، ما حال دون تسليمه في وقته المحدد، في وقت تم تجهيز من المشروع سوى 50 مقصورة، أما عن الشاطئ المحاذي للقرية، فما يزال مهملا وملوثا، وغير جاهز لاستقبال المصطافين، في حين لا تزال الأشغال الخاصة بشاطئ الأزرق وسبور نوتيك محل تحفظ من اللجنة التي رفضت استعمال الحصى الصغيرة فوق الرمال خلال عملية التهيئة، معتبرة إياه خرقا صارخا، خاصة بعد ما تم فرش الحصى المتبقية من أشغال تهيئة الميناء الذي جسد بمحاذاة الشاطئ على كامل الرمال، لأسباب لم يرد عليها مدير السياحة، واكتفى بتبرير ذلك بأن هناك شواطئ تضم حصى دون رمال، وهو ما أثار حفيظة بعض الأعضاء الذين رفضوا هذا التصرف جملة وتفصيلا.

 

شواطئ تحفظ ماء الوجه

تمكن شاطئ “الصابلات” بحسين داي، في فرض مكانته، في ظرف قصير باعتباره من بين الشواطئ الجديدة التي افتتحت في المواسم الماضية، بالنظر إلى توفره على مختلف التجهيزات وأكشاك بما في ذلك عناصر الأمن والحماية المدنية، وما زاد من فرصه في أن يكون الشاطئ النموذجي الذي تعول عليه السلطات في الأفق، تواجده في منتزه الصابلات الذي يعد من بين المرافق الحيوية التي تم انجازها، حيث يتواجد بقربه مختلف المرافق الترفيهية التابعة للمنتزه، بالإضافة إلى المركز التجاري “أرديس” وهما المرفقان اللذان يستقطبان العشرات من العائلات يوميا.

ويشهد الصابلات حركة دؤوبة من قبل الزوار الذين فضلوا شد الرحال نحو البحر لاستنشاق هواء منعش بعيدا عن الحرارة الشديدة التي عرفتها العاصمة خلال الأيام الأخيرة، كما أجمعت العائلات التي اقتربنا منها على أن هذا المكان تتوفر فيه فضاءات للترفيه والتسلية موجهة للأطفال، بالإضافة إلى توفر الأمن في كافة أرجائه، ما يجعله ينال إعجاب كل من يزوره، وهو ما جعل أعضاء اللجنة يدعون المواطنين إلى ضرورة الحفاظ عليه بالنظر إلى الملايير التي صرفت لتجسيده على أرض الواقع.