تجاوزت استثمارات تركيا في الجزائر نظيرتها الفرنسية لأول مرة لتصبح أول شريك ومستثمر أجنبي بحجم استثمارات يبلغ 4.5 مليارات دولار، مقسمة على 138 مشروعا.
وحسب إحصائيات رسمية، زادت تركيا وتيرة استثماراتها في الجزائر بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى 4.5 مليارات دولار حالياً، ساهمت بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي للبلاد، إضافة إلى خلق أكثر من 34 ألف وظيفة.
ويقدر عدد المشاريع التركية في الجزائر بنحو 138 مشروعا من مختلف القطاعات، منها 39 مشروعا تم استكمالها، وفق بيانات رسمية لوكالة ترقية وتطوير الاستثمار.
وأكدت الوكالة أن الاستثمار التركي تركز على وجه الخصوص في القطاع الصناعي الذي نال نصيب الأسد بإجمالي 23 مشروعا بلغت قيمتها 74 مليار دينار (720 مليون دولار).
وأكد مدير الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، عبد الكريم منصوري، في تصريح لوكالة الأنباء التركية، أن الوكالة أحصت 140 مشروعا مسجلا في إطار استثمارات تركية في الجزائر، منها 94 مشروعا تم تنفيذها بقيمة مالية وصلت إلى 169 مليار دينار (1.5 مليار دولار).
وأضاف أن القيمة المالية للاستثمارات التركية المسجلة لدى الوكالة لتطوير الاستثمار بلغت 474 مليار دينار، ما يعادل نحو 4.5 مليارات دولار، وفق منصوري.
وكشف أن تركيا تتصدر قائمة المستثمرين الأجانب في الجزائر، من حيث الحجم المالي للمشاريع، وعدد المناصب التي تم خلقها في إطار استثماراتها.
من جهته، قال المحلل وأستاذ الاقتصاد بجامعة البليدة، كمال رزيق، إن نمو الاستثمارات التركية يعود إلى العلاقات السياسية بين البلدين التي وصلت لمستوى ممتاز يتسم بالمصداقية.
ولفت إلى أن “من ينظر للمشاريع التركية في الجزائر يدرك أن هناك رغبة حقيقية في استثمار مربح للطرفين، بعيدا عن نظرة الهيمنة التي لطالما رافقت الطرف الفرنسي في تعامله مع الجزائر”.
ووفق غرفة التجارة والصناعة الجزائرية، فإن أكثر من 800 شركة تركية تنشط في السوق الجزائرية، على غرار مصنع الحديد والصلب الذي أنجزته الشركة التركية “توسيالي أيرون أند ستيل” في وهران، ومصنع غزل القطن والنسيج في ولاية غليزان المنجز في إطار شراكة بين “تايبا” التركية وشركة جزائرية.
وبحسب أرقام الغرفة، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب 4 ملايير دولار في 2017، حيث إن تركيا تصدّر للجزائر نحو ملياري دولار من مختلف المنتجات، بينما تصدّر الجزائر لتركيا 1.9 مليار دولار، وأغلبها صادرات نفطية.